محمد فتة أصدر أول صحيفة تختص بأخبار الحجاز من إندونيسيا
"الرواق المكي"
24 شوال 1436 - 10 أغسطس 2015
حسام عبدالعزيز مكاوي - باحث في تاريخ مكة المكرمة
نشأ محمد بن محمد سعيد بن إبراهيم فتة، الحنفي، في مكة المكرمة بين أسرة أدبية عليمة، فقد كان جده من كبار العلماء بمكة في الفقه الحنفي، وتولى أمانة الفتوى والقضاء بها، إضافة إلى اهتماماته الأدبية، فقد ترك عددا من المؤلفات في هذا المجال، منها مثلثة شبيهة بمثلثات قطرب في اللغة، وكتاب في علم العروض والقوافي، ومجموعة مختارة من الأشعار والفوائد وغيرها من المؤلفات.
وجاء حفيده محمد سعيد، المولود في أوائل القرن الرابع عشر الهجري، فحمل الراية من بعده، حيث اهتم بهذا الجانب اهتماما كبيرا.
إلا أن المعلومات التي وصلتنا عنه قليلة مقارنة بمنجزاته.
فقد بدأ حياته الأدبية بالكتابة في جريدة القبلة التي كانت تصدر بمكة في عهد الشريف الحسين، وكان له فيها زاوية تسمى "نظرات" كان يناقش فيها موضوعات في التربية والأخلاق وغيرها من الموضوعات الاجتماعية، والوطنية، بأسلوب أدبي وعلمي راق، يدل على سعة اطلاعه وغزارة معلوماته، وكان إلى جانب ذلك ناظرا على أوقاف السيد جعفر ميرك في الشبيكة.
لكن يبدو أن خلافا دب بينه وبين الشريف الحسين، فنزعت منه نظارة الأوقاف، وخرج من مكة إلى إندونيسيا في حدود 1338، حتى إن جريدة القبلة ذكرت في أحد أعدادها الصادرة في 1339، أنه أرسل خطابا من مدينة سوكا بومي في إندونيسيا ينتقد الشريف حسين ويتعرض له، وبعد أن أقام فيها عدة سنوات، أصدر جريدة الوفاق في 1343، وهي جريدة عربية إسلامية اهتمت بأخبار العالم الإسلامي عامة، والحجاز خاصة.
فكانت تصدر في مدينة بوقور، وبذلك يكون رائدا من رواد الصحافة العربية والإسلامية خارج الجزيرة العربية، حيث أصدر أول صحيفة تهتم بمكة والحجاز خارج مكة، إلا أن الكثير من أخباره غابت عنا.
makkawi@makkahnp.com
جزء من مقال محمد فتة نشر في صحيفة القبلة :