رحلة ابن طوير الجنة إلى مكة
"الرواق المكي"
15 رمضان 1436 - 03 يوليو 2015
حسام عبدالعزيز مكاوي - باحث في تاريخ مكة المكرمة
ولد الطالب أحمد المصطفى بن طوير الجنة سنة 1202 بوادان الموريتانية في أسرة علمية قرشية الأصل، وبعد أن حفظ القرآن الكريم، أخذ عن علماء وشيوخ منطقته وماجاورها، ثم عاد إلى بلدته وبدأ بإلقاء دروسه فيها، حيث اشتهر بالفقه وسعة الإطلاع، كما كان على درجة عالية من الزهد والورع وحسن الطوية، وظل على ذلك حتى وفاته في مدينة وادان في 2 رمضان 1265.
ترك بن طوير الجنة عددا من المؤلفـات من أشهرها رحلته الموسومة بـ «رحلة المنى والمـنة» والتي صدرت سنة 1434 عـن دار الكتب العلمية، بتحقيق الدكتور حماه الله ولد السالم.
بدأ أحمد رحلته سنة 1245 وانتهى منها سنة 1250، وقد قاربت مدة الرحلة الأعوام الستة، وتعتبر دليلا للمدن والبلاد الواقعة على طريق الحج المغربي، ووصل إلى الحجاز سنة 1249، حيث حلت سفينته بينبع البحر، ومنها انطلق مع عرب جهينة إلى المدينة المنورة، ومكث فيها سبعة أيام، ثم انطلق منها إلى مكة المكرمة بصحبة ركب الحج المدني وهي القافلة التي كان ينظمها أهل المدينة المنورة للحج، وقطع المسافة بين مكة والمدينة في عشرة أيام، حيث وصلها صبيحة اليوم السابع من ذي الحجة، ثم انطلق إلى منى صبيحة اليوم الثامن، وخرج منها بعد الفجر إلى عرفات، حيث وصف موقف الحجيج بها يقول «وقفنا في موقف عرفة مع الجمع الغفير من الركاب حجاج الآفاق، ولا يعلم عددها إلا الله خالقها، فما هي في ذلك الموقف إلا مد البصر من كل جهة».
والجميل في الرحلة أن المؤلف يستطرد خلال سرده إلى ذكر بعض الأحداث وأحكام المناسك والمواعظ، حسبما يقتضيه السرد، وظل في مكة مدة خمسة عشر يوما، وتوجه منها مرة أخرى إلى المدينة المنورة، حيث رغب أن تكون بداية رحلته وخاتمتها زيارة المدينة المنورة.
makkawi@makkahnp.com