الملك سلمان صاحب أكبر مكتبة منزلية خاصة لزعيم دولة
فهد العتيبي - المدينة المنورة
الأربعاء 17/06/2015
كشف الباحث والمؤرخ الدكتور فايز بن موسى البدراني عن أن مكتبة خادم الحرمين الشرفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الخاصة ربما تعد أكبر مكتبة منزلية خاصة يملكها زعيم دولة في هذا العصر، إذ قاربت محتوياتها 27 ألف عنوان و120 ألف مجلد في شتى أنواع الفنون والمعرفة. وأشار الدكتور البدراني إلى إن خادم الحرمين يحفظه الله، وحرصًا منه على أن تكون هذه المكتبة القيمة متاحة للباحثين والجمهور، فقد أصدر توجيهه إلى تحويلها لمكتبة عامة لخدمة الباحثين والمؤرخين وطلاب العلم.
جاء ذلك خلال الندوة الثقافية التي نظمها نادي المدينة المنورة الأدبي يوم الأحد الماضي بعنوان «سلمان بن عبدالعزيز..الملك المؤرخ»، وشارك فيها إلى جانب الدكتور البدراني، الدكتورة مريم بنت خلف العتيبي، وأدارها معبر النهاري، وتشارك المحاضران في تناغم جميل تقديم معلومات قيّمة عن اهتمام خادم الحرمين الشريفين بالتاريخ والمؤرخين.
واستهلت الدكتورة مريم العتيبي المحاضرة بسرد مشوّق عن نشأة خادم الحرمين وعلاقته بالقراءة والكتاب. فيما استعرض الدكتور البدراني ملامح من مكتبة الملك سلمان الخاصة التي أنشأها في منزله، مبيناً أنها تجمع أهم المصادر والمراجع في التراث والتاريخ العربي والإسلامي، وتضم كل ما يتعلق بتاريخ الدولة السعودية قديما وحديثاً، وتراجم الأعلام والقادة وكتب الرحلات والمذكرات، وأشار إلى أن محتوياتها مفهرسة بالكامل بنظام ديوي المعروف في تنظيم المكتبات، ويتولى الإشراف على المكتبة وإدارتها وترتيبها خبير المكتبات منصور مهران الذي يعمل في المكتبة من 30 عاما.
ووصف المؤرخ البدراني الملك سلمان بـ «عميد المثقفين» في المملكة وذلك لسعة اطلاعه التي جسرت علاقته بالكتاب والمثقفين داخل المملكة وخارجها، وامتاز تبعًا لذلك بذائقة نقدية يعرفها كتّاب الصحف ومؤلفو الكتب وخاصة ما تعلق منها بالمملكة والجزيرة العربية. كما أشار البدراني إلى بعض المواقف التي حدثت معه ومع بعض الكتّاب والباحثين التي تدل على المتابعة الدقيقة للملك سلمان لما يكتب في الصحف وما يصدر من الكتب، مشيرًا إلى أنه أحد الكتّاب الذين نالوا شرف تعقيبه حفظه الله في أكثر من مناسبة وأنه كثيراً ما تفاجأ باتصال أو تعقيب على أحد مقالاته أو مؤلفاته، فهو متابع جيد لما ينشر ويذاع ويبث. واختتم البدراني كلامه بالقول: إن الملك سلمان من نوادر القادة بما تحمل سيرته من عشقه للتاريخ.
بدورها عدّدت الدكتورة مريم العتيبي المناشط والصروح الوطنية التي أسّسها خادم الحرمين الملك سلمان لدعم الحراك الثقافي في المملكة وحفظ تاريخ الجزيرة العربية وطبيعة علاقته بالمؤرخين والباحثين، وقالت في ورقتها العلمية: إنه لا يخفى على المطلعين ما كان للملك سلمان من أفضال على معاصريه من أرباب الفكر والقلم في المملكة وخدمتهم معرفياً وتاريخياً، وتجاوزت إسهاماته العلمية في خدمة هذا الحقل الإنساني المهم الأدوار السائدة وامتدت لأدوار عظيمة لا ينوء بها سوى عاشق ومحب للتاريخ كالملك سلمان حفظه الله الذي تولى عددًا من المراكز القيادية في المؤسسات الثقافية ودعم المؤرخين والكتاب، ومن ذلك رئاسة مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز، ورئاسة مجلس أمناء مركز حمد الجاسر الثقافي، ورئاسة إدارة جمعية المكتبات والمعلومات السعودية، وتوليه رئاسة مجلس أمناء مكتبة الملك فهد الوطنية، ورئاسة إدارة مركز تاريخ مكة المكرمة، ونظارة مركز بحوث المدينة المنورة، ورئاسته للجمعية التاريخية السعودية؛ فضلاً عن دعمه للكراسي العلمية في الجامعات، وإنشاء الجوائز الداعمة لطلاب العلم والمؤرخين.
الندوة شهدت العديد من المداخلات كان من أبرزها مداخلة الباحث محمد أنور البكري الذي اقترح في مداخلته أن يكون هناك أكاديمية باسم الملك سلمان تكون مهمتها نقل تجربة الملك سلمان الفريدة في الحكم والإدارة إلى الأجيال الشابة من أبناء الأسرة المالكة ليكون لدينا أكثر من سلمان، وليكون ذلك منهجا لإعداد القادة الأكفاء.
بدوره أكد رئيس نادي المدينة المنورة الأدبي الدكتور عبدالله عسيلان أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز رجل التاريخ الأول وصديق المثقفين والمؤرخين وراعي الحركة العلمية الأول في المملكة مشيراً أنه لسعة اطلاعه بتاريخ الجزيرة العربية وخصوصاً لتاريخ المملكة وحرصه على جمع المخطوطات النادرة واهتمامه بجمع التاريخ الشفوي جعله المرجع الأبرز في تاريخ الدولة السعودية، والمرجع لكثير من الباحثين والمؤرخين في التاريخ السعودي.
=============
صحيفة المدينة