• ×

ملامح من حياة العلم المؤرخ والنسابة الشريف علي بن منصور الكريمي رحمه الله

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
(( بعض ملامح جدي "الشريف علي بن أحمد بن منصور الكريمي البركاتي" الشخصية عن قُرب))
المتوفى سنة 1406هـ

بسم الله الرحمن الرحيم


الشريف علي بن أحمد بن منصور الكريمي البركاتي: من رجالات أشراف الحجاز وعَلمٌ من أعلامهم المعدودين في القرن الثالث عشر وبداية الرابع عشر الهجري الموافق للقرن العشرين الميلادي توفي في السابع عشر من شهر صفر عام 1406هـ وقد ناهز المائة عام بثمانِ أو عشرِ سنين ، كان رجلاً طِوَالاً قوي البنية معتدل القامة طويلها غير معلول ببطن أو "كرش" ولا مهلهلٍ بعَجُزٍ ولاأرداف، رياضي الشكل، جميل المحيا، مهيب الطلعة، أقنى الأنف، رافع الرأس، في غير تكبُّرٍ ولا استعلاء، كأنه الصقر، ثابت الخُطى، لم تخُنْه صحته وعافيته إلاّ بأشهُرٍ معدودة تقريباً قبل وفاته،اعتبره أشراف الحجاز في وقته بأنه نقيب الأشراف في الحجاز لمكانته بينهم وماضيه وتاريخه المجيد.
وقد طلب منّي أحد كبار الأشراف عمل نقاط موجزة عن ملامح جدي الشخصية كما أعرفها عن قُرب ، بل وأخذ يلومني على تقصيري في الكتابة عن جدّي،حياته وتاريخه، رحمه الله تعالى، قلت له منعني من ذلك، أنَّ أحد أعمامي هو الشريف ناصر بن علي بن أحمد بن منصور، نما إلى علمي أنه شرع أو يشرع في الكتابة عن جدّي، فوجدت أنَّه من باب الأدب مع عمي ألاّ أقوم بعملٍ قد شرع فيه أو يريد أن يشرع فيه، ليس هذا وحسب بل أيضاً، لا أود أن أقدُمَ عمي الدكتورالشريف خالد بن علي بن أحمد بن منصور الذي أعرف ثقافته العالية وسِعَة إطِّلاعه وتمكُنه من الكتابة باللغتين العربية والإنجليزية مما يستوجب التأكد أنه لم يشرع بذلك.
عليه،عملت فقط هذه النقاط الموجزة للإفادة منها لدى الشريف ابراهيم بن منصور الهاشمي الأمير،في بحثٍ له عن بعضِ شخصياتٍ من أشراف الحجاز يريد أن ينجزه في كتاب،فاللهم أعن "أبا هاشم".. من أجل ذلك،أوجز تلك النقاط عن ملامح شخصية جدّي المذكور رحمه الله تعالى ، كما يأتي: ـ

1- لم أرَ جدّي الشريف علي الشهير بـ "بن منصور" في يوم من الأيام طوال حياته غاضباً أو هائجاً أو صارخاً في مجلس من المجالس الخاصة أو العامة أو في حياته العادية معنا في بيته الكبير في حارة جبل الكعبة بحي جرول بمكة المكرمة حتى وإن ساءه أو أغضبه أمر فهو يتصرف تجاهه بحكمة وحزم، ولا يفقده ذلك الغضب سَمْتُهُ ولا اتزانه كرجل له مكانته واحترامه في ذاته وبين الناس، فيبدو لك أنه رجل شديد فعلاً وبمعنى الكلمة في السيطرة على نفسه لاتأخذه " الصُرَعة " أي شدة الغضب، ولايفقد توازنَه وسَمْتَهُ فيذكِّرك ذلك بقول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلّم في الحديث الشريف"ليس الشديد بالصُرَعة،إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب" .
2- كما لم أسمعه قَطّ حتى توفاه الله تعالى رفع عقيرته مهما كانت الأسباب ، وقد سألت والدي وعمي "زامل" أكبر أعمامي رحمهما الله عن هذه الميزة التي لاحظتها في جدّي ، فقالا لي انه لم يحصل طوال حياتهما معه أن رفع جدّي عقيرته لأي سبب كان،بل كان رحمه الله رزيناً هادئ الصوت،مع نبرات مُعبِّرة عميقة، حسب الحال أوالموضوع الذي كان يتكلم فيه أو عنه، حتى وإن كان مستاءً من أي شيئ ، ليس هذا وحسب بل، لقد كان يلفت ويُرغم السامع إلى الإصغاء إليه، والإنصات إلى حديثه الهادئ العميق المُعبَّر .
3- كان مؤدباً أدباً فطرياً في تعامله ومعاملاته مع كافة الناس، صغاراً وكباراً ، حتى معنا ونحن أبناءه وأحفاده وأهله ومواليه في البيت الكبير، وفي مجلسه الخاص أو العام ، من ضمن ذلك الأدب الرفيع أننا لم نشاهده ـ إلاَّ نادرٌ جدّاً جدّاً ـ في أنه يتكئ بيننا رغم كبر سنه ، أو أنه في ثياب النوم أو غير ذلك مما يعتبره الناس أنه شئ عادي في حياتهم بين أولادهم ، بل كان يجلس جلسة معتدلة كأنه في مجلس عام ،إلاّ إن كان مريضاً مُجهداً، أوعند نومه بعد أن نتفرَّق جميعاَ عنه، ومن أدبه الرفيع أنّه لم يكن يعرف حُبّ الظهور أوالتعالي على الناس، وما ذلك إلاّ بسبب شخصيته المميزة المهيبة الموقّرة من الجميع ، فهو غنيٌ عن مثل ذلك التصرف .
4- كان يربينا نحن أحفاده أو أولاده عملياً، ويَبُثُّ فينا روح الجدّيّة في كل الأحوال ، ومن ضمن ذلك، أنه كان يعاملنا معاملة الكبار في كل الأحوال حتى ونحن صغار السن، وبعد ذلك ونحن شباب في الثانوية أو الجامعة ويجعلنا نحس بأننا كباراً سواء في مخاطبتنا أو الحوار معنا أو في أي تعامل كان يحصل بيننا كأبناء وأحفاد، وبينه كأبٍ ووالد .
مما كان له أكبرالأثر في شخصياتنا أو في حياتنا فيما بعد،أذكر أنني كنت شاباً أدرس في جامعةالملك سعود رحمه الله تعالى، بالرياض، فكنت كلما جئت من الرياض بطبيعة الحال أذهب للسلام عليه مع والدي،ولوحدي أحياناً، فكنت أجد منه كل الود والتقدير ومن ذلك أنه يُصِرُّ
على دعوتي لوليمة خاصة لي على العشَاء أو الغداء بإصرار وحزم ،هذا وأنا حفيده فكيف بمن هو بعيدعنه؟
ومن أدبه أنه كان يحب الإنسان الجاد المجتهد خاصة في طلب العلم ويثني على من يحب العلم والأدب والتحلِّي بالدين والأخلاق الفاضلة مهما كان عمره أو سنّه، ولقد كنت مع والدي ندخل معه في مناقشات علمية أو تاريخية فأجد منه صدرا رحبا للمناقشة والتوجيه والتشجيع وكنت أعجب من سعة أُفُقِه برغم كبر سنه ولقد سألته يوما عن "امكانية شخوص الإنسان ونزوله على سطح القمر؟" وقد كان ذلك في العام1389هـ الموافق للعام 1969م عندما هبطت"أبوللو11" بالإنسان على سطح القمر لأول مرة في تاريخ البشرية فقال لي :إنّ ذلك ممكن"بسبب قوة العلم في هذا الزمان" ـ يعني تقدمه في جميع المجالات ـ كما هو نص جوابه على سؤالي ثم أضاف يُذكِّرُني بقصة عفريت الجن والإنسان صاحب العلم في حضرة سيدنا سليمان عليه السلام المذكورة في سورة " النمل" آيه 38و39و40 فعفريت الجن أي "أقوى الجن" قال لسيدنا سليمان "أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك"أي عرش بلقيس ملكة سبأ، أما الإنسان صاحب العلم فقال لسيدنا سليمان عليه السلام " أنا آتيك به قبل أن يرتَدّ اليك طرفُك"، أي قبل أن يرمش لك جفن، وفعلاً، أحضر الإنسان صاحب العلم عرش بلقيس ملكة سبأ قبل أن يرمش لنبي الله سليمان عليه السلام جفن، ضرب لي جدّي ذلك المَثَل عن قوة العلم، كما كان يصف ذلك في معرض إجابته على سؤالي الذي سألت .
هذا، بينما كان من هو اصغر منه سناً ينكر ذلك ـ أي نزول الإنسان على سطح القمرـ اشد الإنكار،كما اذكر انه كان يدخل في نقاش بحب وتقديرمع سعادة الدكتور الشريف نايف بن هاشم الدعيس البركاتي، عندما كان شابا يحضّر للدراسات الجامعية العليا وكان يثني على كتابه حول الإمام الشافعي آنذاك كما كان يثني على ذات الدكتور الشريف نايف ويصفه بأنه سيكون له شأن وأنّ ذلك ليس غريبا عليه، ولقد اهديت الشريف نايف المذكور صورة فوتوغرافية وهو مع جدّي في نقاش بينهما وذلك في مناسبة زواجي في شهر شوال سنة 1396 هـ وهما مندمجين في النقاش كما يوحي حال الصورة بذلك.
5- كان في حياته جمّ التواضع إلى حد لا يُصدّق مع مهابة تجعل كل من رآه أو قابله هابه وأحبه في نفس الوقت,بل يجعل كل من رآه مأخوذٌ بهيبته وطلعته، فيسأل عنه " من هذا ؟ " ولقد رأيت أكثر من مرة، كثيرا من الناس وهو ينظر إليه بإعجاب بل ويأتي ويسلّم عليه بإحترام وتقدير كبيرين جدا رغم عدم معرفته بجدّي, قال لي بعض أعمامي الذين رافقوه إلى اسبانيا في أوائل التسعينات الهجرية السبعينات الميلادية لإجراء عملية جراحية في إحدى عينيه , قالوا لي عند نزوله مطار برشلونة كان جنود وضباط المطار ينظرون إليه بإعجاب وتقدير حتى أن احد الضباط تقدم إلى احد أعمامي وسأله " من يكون هذا الجنرال ؟!!! " على حد قول الضابط الكبير بل وتقدم وسلّم على جدّي رحمه الله بكل احترام مأخوذ بشخصيته الفذّة .
6- إلى جانب تواضعه الجَمّ ذاك، كان قوي الشخصية وأعني بها الإعتزازالفطري والحقيقي بالنفس، بلا تكلُفٍ ولا تصنُّع، وترفُّعٍ عن صغا ئرالأمور،عكس ما نرى في هذا الزمان الرديئ أهلُهُ حيث يريد البعض أن يريك أنه قوي الشخصية "بالتبويزوالترفُّع عن الناس" ـ بدلاً من الترفُّع عن الصغائرـ فتراه ينظر إلى الناس شزراً و"بنص عين؟!!!" يرفع صدره من الأمام وعَجُزَه من الخلف مثل"الديك العشاري" مما يثيرالشفقة عليه من عقلاء الناس،ولاحول ولا قوة إلاّ بالله. ولقد ها تفني أحد الأحباب إلى قلبي وهو يكتب عن بعض شخصيات الأشراف في الحجاز وذكر لي يخبرني، إنّ فلاناً قال له أنّ الشريف علي بن منصورغضب مرّة على فلان من الناس وذكر اسم ذلك الرجل ـ وأنا أي كاتب هذه السطورأعرفه تمام المعرفة ـ فقد كان جدِّي رحمه الله يُجِلُّه ويقدّره فقد كان يتردد على جدّي ويتعلم منه،فحصل أن أخطأ الرجل في مسألة من المسائل المتعلقة بعلم الأنساب ، فصحح له جدّي رحمه الله ذلك الخطأ وأرشده الى صواب تلك المسألة،إلاّ أن الرجل تمسك برأيه رغم وضوح الخطأ فيها، ولا نعلم السبب.. ، فالله سبحانه أعلم بمراد ذلك الرجل ونيته في ذلك،الأمر الذي لم يُحرَّك في جدي ساكناً،فماكان منه رحمه الله تعالى غير نُصحه وإرشاده لذلك الرجل.
قال لي صاحبي الحبيب الذي هاتَفَني "إنّ جدّك غضب على ذلك الرجل، فكان لا ينزل إليه في المجلس إذا حضر مثل عادته!!!!"، فجزعت واغتظت من كلام صاحبي، وقلت له يا صاحبي الحبيب إنّ أخلاق جدّي لا تسمح له بهذا التصرف الأحمق الأهوج المُشين، فقد كان جدّي رحمه الله تعالى مترفِّعاً بطبعه ودينه وقوة شخصيته عن مثل هذه الصغائرالتي يُقارِفُها بعضُ ضعاف النفوس وضعاف الشخصية هذه الأيام،فما كان الشريف علي بن منصور ليضع رأسه برأس أحد لأنه رحمه الله تعالى، يعرف مقام نفسه،ويعرف مثل هذا السَّقَط من سفا سف الأمور فيترفّع عنها، فلا تُصدِّق يا صاحبي مثل هذه الحكاية التي تنُمُّ عن شخصية راويها الذي أخبرك صاحبك عنه فوالله لا يحصل مثل ذلك من جدِّي،لأني أعرف أخلاقه وخصاله الحميدة التي بناها فيه دينٌ ورجولةٌ قلَّ أن تجدها في كثير من الناس أو الرجال.
كان رحمه الله غاية في التواضع، مع ثقة بالنفس عاليةٍ جداً، جَعَلَتْهُ شخصية متميزة ومهابة ومحببة في نفس الوقت ـ كما سبق وأن ذكرت ـ مما جعلني أتذكر القول المأثور عن الحبيب المصطفى صلّى الله عليه وسلم " من تواضع لله رفعه "، كان رحمه الله تعالى نظيفٌ جدّاً في شخصه وجميل جدّاً في هندامه بشكل ملفت للنظر، عدا ذلك من الكماليات ـ التي تُعتبر مشروعة وجميلة ـ غير أنّ جدّي رحمه الله تعالى كان لا يُلقي لها بالاً، وقد عَزَوْتُ ذلك إلى قوة شخصيته و ثقته العالية بنفسه, فمثلاً أذكر أنه رحمه الله، لم يكن يمتلك سيارة فارهة أو حتى نصف فارهة حتى وفاته، رغم وجود تلك السيارات، ورغم مقدرة جدّي المالية في أن يشتري أغلى وأجمل وأفخم المركبات أو السيارات، مع ذلك لم يخطر على باله في يوم من الأيام حتى توفاه الله تعالى أن يقوم بذلك ،فسياراته كانت عاديَّةً جدّاً، لأنه رحمه الله تعالى، يعرف تماماً إنّ السيارة إنّما هي وسيلة نقل للإنسان حسب حاجته، ليس إلاَّ،وليست وسيلة مباهاة أو " منظرة" أو تفاخر، فغاية الأمر عنده وغرضه من السيارة فقط هو توصيله إلى المكان الذي يريد، رغم أنه كان يواصل الملوك والأمراء وكبار القوم في عهده، ومع ذلك، ونتيجة لإعتزازه بنفسه وقوة شخصيته الفطرية لا يرى غضاضة في أن يركب أي سيارة أو مركبة مهما كانت متواضعة، لتوصيله إلى المكان الذي يُريد، بل، لقد كان لا يفكِّر أصلاً ونهائياً من الأساس في هذا الأمر، فلقد أوصلته مرة إلى صديقه صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله الفيصل رحمه الله تعالى بقصره في جده بسيارتي " البيجو"كما أوصله شقيقي" عزيّز" إلى قصر الملك فيصل بالطائف بسيارة"مازدا" متواضعة، فما كانت السيارة لِتُلفت نظره رحمه الله،لا موديلها، ولا لونها ،ولا فخامتها ولم يكن ذلك لِيعنيه ولا يفكّر فيه، لأنه كان بعيدا جدا عن التفكير في مثل هذه الأمور الصغيرة رحمه الله رحمة واسعة.
7- كان كريم اليد كما كان كريم النفس في بيته الكبير بجبل الكعبة بحي جرول بمكة المكرمة البالغ مساحته أربعة الآف ومائة متر مربع وبه ديوان كبير لا يخلو من الضيوف طوال أيام العام كما كان الحال في بيته المسمى " القصور " بوادي فاطمة بأعلى الحديبية , وفي رمضان كان يتناول الإفطار معه في بيته الكبير بمكة المكرمة كل من مرّ قرب هذا البيت ولم يكن يقل عدد المفطرين معه في رمضان عن بضعة عشر شخصا معروفٌ له وغير معروفٍ لديه أي من أبناء السبيل وكان يوصي دوما أبناءه وعُمّاله وخدمه ومواليه في مزارعه بعدم رد من يأخذ من المزرعة لأكله ولأكل عياله وكان يشدّد على هذا الأمر جداً ،ونتيجة لهذا الإيثار على الذّات وعلى الأهل والأولاد، ربما جعل بعض الأهل والأولاد، " يبوِّز؟!!! تبويزة" عدم الرضا،رغم أنه رحمه الله لم يكن يقصّر في حق أحدٍ منهم، غير أنه يغلبه إيمانه وتطبيقه لقوله سبحانه وتعالى في الآية التاسعة من سورة الحشر(( ويُؤثِرُون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة)) صدق الله العلي العظيم،طبعٌ، غَرَسَهُ فيه دِينٌ عميق، ورجولةٌ قَلَّ مثيلها.
قال لي والدي رحمه الله تعالى كنت في الثامنة أو التاسعة من العمر في مجلس جدِّك عندما انفضَّ المجلس من الضيوف عدا واحد من الناس أخذ يكلِّم والدي بصوت خافت فصرَّفني والدي بأن أدعو له أحد مواليه وطلب مني أن أُغلق باب المجلس خلفي يقول والدي وعرفت أن ذلك "تصريفة" لي وبتصرُّف طفولي خرجت وأغلقت الباب خلفي ولكنني لم أذهب لأدعو فلان بل بقيت خلف الباب أرقب من خلال فتحة مفتاح الباب ماذا يدور بين والدي والرجل فرأيت والدي يغيب قليلا في المجلس عن الرجل ثم جاء ومعه بعض الجنيهات دسَّها في يد الرجل، وبعد خروجه دخلت على والدي وقلت له بعفوية الطفولة " ليه ماتعطيني زي ما أعطيت الرِجَّال" أي لماذا لم تعطني مثل ما أعطيت الرجل قال والدي فتبسّم جَدُّك وأخذ من تحت ذقني الصغيرة يرفع وجهي إليه وهو يُربِّت على ذقني من الأسفل بلطف ويقول " ماعلّمك الفقيه ـ أي المعلم الخاص آنذاك ـ ما علّمك آية في القرآن الكريم تقول " ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة "، ما علّمك ذلك ؟ يقول والدي رحمه الله تعالى والله مانسيت ذلك الموقف ولا تلك الآية أبدا طول حياتي ، رحمهم الله جميعا.
ولقد كنت، ولازلت، أعزو هذه الصفات الشخصية الفذّة لجدّي إلى و بسبب تدينه الحقيقي الشديد وترفُّعه الشديد عن الصغائر في كل أمر من أمور هذه الحياة، وهذه لَعَمْرِي صفة من صفات الأمراء والعلماء الأفاضل، ولا غرو فقد كان رحمه الله تعالى أميراً و ينتسب إلى سلالة الأمراء والعلماء الأفاضل، رحمه الله رحمة واسعة ووالدينا ووالديكم وجميع المسلمين ..
هذه بعض ملامح موجزة ومختصرة عن شخصية جدِّي الشريف علي بن أحمد بن منصور عن قُرب، لم أُرِدْ أن أتوسّع فيها أكثر من ذلك ، للأسباب التي ذكرت ، فعُذراً عن التقصير..

كـتبه
عبدالعزيز بن الحسين بن علي بن أحمد بن منصور الكريمي البركاتي.
مكة المكرمة
al-shareef-66@hotmail.com

15/4/1430هـ

بواسطة : hashim
 7  0  7152
التعليقات ( 7 )

الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    18-04-30 02:19 مساءً صقر الأشراف :
    شكرا على تقديمك أيها الحفيد وعلى اسلوبك الأدبي الثري ووددنا لو أن تطلعنا على المزيد ، فنحن نهتم لهذا الرجل كثيرا رغم وفاته دون مقابلته ، فهو يذكرني بجدي كثيرا ، رحمهم الله جميعا ، ونرغب ذكر مواقفه مع كبار الشخصيات ، ليكون قدوة ونموذج للجيل الحالي .
  • #2
    08-05-30 02:29 صباحًا عين السلسبيل :
    ارجو منكم عرض أو ارسال صورة لمشجرة الأشراف الموجودة لدى الشريف علي بن منصور يرحمه الله واذا تعذر ذلك وارجو ان لا يكون اريد منكم يحفظكم الله اطلاعي على كامل اسم الشريف محمد بن سالم بن سليمان آل لؤي المتوفي بمكة المكرمة ولكم الشكر
  • #4
    11-05-30 10:36 مساءً الشريف الشنبري :
    رحم الله سيدنا الشريف علي بن منصور رحمة واسعة وأسكنه اللهم الفردوس الأعلى
    كلما أورده الحفيد المبارك ليس إلا جزء يسير من شخصية عظيمة لن تتكر في هذا العصر.. الشريف علي بن منصور علم من أعلام الأشراف.. وأعتبره من الشخصيات التي اثرت في حياتي لكثرة أعجابي بها وكنت أعرفه رحمه الله عن قرب وكنت في سنين مضت ازوره بصفة أسبوعية لأستمد منه أمور كثيرة (صفات ,ادب، اسلو حوار، قوة الشخصية.....ألخ)...

    رحمه الله وطرح البركة في أنجاله وأحفاده...وجبر قلوبنا على فراقه
  • #5
    11-07-30 10:31 مساءً الشريف سراج بن شرف بن ثلاب الحسين :
    رحم الله آل بيت المصطفى فهم مشكاة لكل فنون الحياة الموصلة لرياض الجنان ومدرسة يتزود منها كل من يريد التزود وما ذكر عن الشريف علي شيء بسيط لا يذكر من شمائل هذا العلم من اعلامنا في العصر الحديث ومن اراد ان ينقب عن معادن هذه الشخصية لا يستطيع لكثرة معادنه النفيسه ولا يكفى في تنقيبها المجلدات و الرسائل العلمية .
    أسأل الله العلي القدير أن يصلحنا لما يحب و يرضى و يرحم من سبقون من آل البيت و امة الحبيب عليه الصلاة و السلام و جمعنا به على الحوض .


    ابو شرف
  • #6
    07-02-31 12:20 صباحًا سعيد بن عبد الله بن منصور بن علي ا :
    بارك الله فيكم .. العم عبد العزيز

    بحق ياما وددتُ أن اقابله وأن اكون في زمن كان فيه رحمة الله عليه وأسكنه فسيح الجنان ِ

    فذكراه الطيبه وسيرته لازلت اسمعها من جدي ووالدي ومنكم جميعاً أنتم الذين عاصرتموه.

    ونتمنى أن يكون هناك المزيد عنه رحمه الله, ليتسنى لنا نحن أحفاد أحفاده للقراءه عنه ومعرفته سيرته الطيبه أكثر , ولتكون مؤرخ للأجيال القادمه.

    سعيد بن عبد الله بن منصور بن علي بن أحمد الكريمي
  • #7
    07-03-34 09:22 صباحًا الشريفة :
    رحمة الله على جدك بالفعل كان جدي يحبه جداً ويذكر لنا ما قدمة لافراد عائلتي ايام دخول الحكم السعودي لجدة لولا الله ثم هو لم يتبقى احد من العائلة ...رحمة الله عليهم اجمعين
-->