موسم الجلب رحلة المكيين للخارج بحثا عن وفود الحجاج الجدد (2-2)
"الرواق المكي"
26 شعبان 1436 - 14 يونيو 2015
حسام عبدالعزيز مكاوي - باحث في تاريخ مكة المكرمة
يبدأ المكيون بعد موسم الحج في الوقت ما بين أواخر محرم أو بداية صفر، موسم جديد يسمونه "الجلب"، فكان بعض الأهالي وخاصة المطوفين منهم يرافقون الحجاج إلى بلادهم مرة أخرى، للتعاقد مع أفواج جديدة للحج المقبل، ويقيمون بينهم في بلادهم، ومثلهم في ذلك التجار وأصحاب الوكالات التجارية في مكة وخارجها والذين يتوجهون لأماكن تجارتهم، حتى يستطيعوا جلب البضائع، بل وحتى العلماء يرافقون بعض طلابهم بدعوات يقدمونها لهم من أمراء وشيوخ مناطقهم لتعليمهم اللغة وتفقيههم في الدين.
أما في مكة من ذات الفترة يسمونها بأيام البصارة، والبصارة طعام زهيد الثمن قوامه الفول، وذلك لركود حركة التجارة، وقلة الطلب ويستمر الوضع كذلك حتى بداية رجب، حيث يتوافد المكيون مرة أخرى إلى بلدهم الأمين، وأول ما يقومون به بعد الإقامة في مكة لأداء العمرة، التوجه في رحلتهم السنوية لزيارة المسجد النبوي، وهذه الرحلة هي المعروفة بالرجبية، ومن ثم يعودون إلى مكة في بداية شعبان.
بعدها تعود الشعبنة، حيث يتم تخصيص يوم أو أكثر للخروج إلى ضواحي مكة أو التجمع في أحد الأماكن التي كانت تعد لمثل هذه اللقاءات كالبساتين وغيرها، وهي عادة مكية فرضتها المواسم الدينية والتجارية التي كانت ترتبط بها حياة المكيين.
makkawi@makkahnp.com