أبناء أسرة المنوفي.. شعراء أموا المصلين في المسجد الحرام (1-3)
"الرواق المكي"
04 شعبان 1436 - 23 مايو 2015
حسام عبدالعزيز مكاوي - باحث في تاريخ مكة المكرمة
بدأ ظهور أسرة المنوفي في صفحات التاريخ المكي أوائل القرن الحادي عشر الهجري، حيث جمعت هذه الأسرة عبر عدة أجيال من أبنائها بين العلم والوجاهة والثراء، كما أسند إلى بعض أفرادها بعض الوظائف في الحرم المكي كوظيفة الخطابة والإمامة.
وأول من عرف من هذه الأسرة محمد بن أحمد المنوفي، وكان من أصحاب الثراء والعلم، إلى جانب اهتمامه بالأدب ونظمه للشعر، ومن شعره قوله: عتبت على دهري بأفعاله التيأضاق بها صدري وأضنى بها جسميفقلت ألم تعلم بأن حوادثي إذا أشكلت ردت لمن كان ذا علمودرس في الجامع الأموي فترة إقامته بدمشق، والتقى بعدها بالسلطان مراد العثماني، ورافقه في رحلته من الشام إلى بغداد، وأسند إليه بعض المناصب في مكة، إلا أنه مات في دمشق سنة 1044هـ، قبل أن يصل إلى مكة.
ثم جاء من بعده ابنه القاضي عبدالجواد بن محمد، والذي ولد بمكة ونشأ بها، ودرس على يد والده وغيره، وكان يدرس في بعض المدارس السلطانية بمكة.
كما أقام مدة في مصر ثم عاد إلى مكة، فكان من المقربين عند زيد بن محسن، وهو من منحه وظيفة الإمامة في المقام الإبراهيمي، والخطابة في المسجد الحرام.
ولعبدالجواد من المؤلفات شرح على الآجرومية، إضافة إلى الكثير من التعليقات على الكتب العلمية، وظل على حاله من التدريس والتأليف والإمامة حتى وفاته بالطائف 1068.
وعرف من هذه الأسرة أيضا جمال الدين محمد المنوفي، والذي كان يعد من كبار فقهاء مكة والعلماء المحققين بها، وأسندت إليه وظيفة قراءة المنشورات السلطانية في عهد زيد بن محسن، إلا أن علاقته ساءت بالوزير محمد بن سليمان المغربي في دولة الشريف بركات فخرج من مكة إلى مصر وأقام بها عدة سنين، ثم عاد إليها، وظل بها حتى وفاته سنة 1091.
makkawi@makkahnp.com
نموذج بخط عبدالجواد المنوفي (مكة)