• ×

تعريف بسيرة الشاعر الشريف على بن احمد النعمي

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
تعريف بسيرة الشاعر الشريف على بن احمد النعمي





ودعت ضمد وحرجتها التابعة لمنطقة جازان صباح أمس الشاعر والأديب علي أحمد النعمي. وقد ووري جثمان الراحل الثرى في مقبرة الحرجة مسقط رأسه، بعد معاناته الطويلة مع المرض. والشاعر النعمي (74 عاما) من مواليد حرجة ضمد في عام 1356هـ، وهناك ديوانان مخطوطان جاهزان للطبع «النغم الحزين»، و«قسمات وملامح» مكتوبة بخطه، وقد جمع قصائدهما في ملفين مرتبة وبخط جميل، ويحتوي المخطوط الأول على 257 صفحة، والثاني 64 صفحة. ويعد النعمي من أوائل الدعاة إلى إقامة الأندية الأدبية، ففي سنة 1391هـ دعا إلى إقامة ناد أدبي في ضمد، وكانت هذه الدعوة قبل إنشاء الأندية الأدبية في المملكة، ولكن هذا النادي لم يدم طويلا وذلك لأسباب مادية ومعنوية.
بدأ حياته العلمية في الكتاتيب، وقابل الشيخ عبد الله القرعاوي وطلب منه أن يشارك الشيخ عبد الله محمد مصلح في التدريس في قرية الحرجة وكان ذلك سنة 1372 - 1373هـ، ولم يطل تدريسه، فاتجه إلى ضمد ليتعلم على يد الشيخ هادي بن علي مطيع رحمه الله مجموعة المتون وكشف الشبهات والأصول الثلاثة وغيرها، بعد ذلك التحق في معهد ضمد العلمي الذي لم يدم فيه طويلا، تحول إلى صامطة سنة 1374هـ ولظروف خاصة انقطع عن الدراسة وعاد إليها سنة 1376هـ، وفي المرحلة الثانوية لقي الشاعر تشجيعا من قبل بعض أساتذته ولا سيما أساتذة اللغة العربية، وحدثت لشاعرنا مواقف في حينها أنبأت عن نبوغه الشعري وموهبته الفطرية وميلاد شاعر منها الموقف الذي حدث له في اختبار مادة العروض التي اقتصرت إجابته فيها على كتابة أبيات من تأليفه لم يذكر منها إلا هذا البيت:
«ولست بعارف بحرا طويلا ولا عرضا عرفت ولا ضروبا»
فحدث من أستاذه أن أعطاه الدرجة الكاملة، ولما تم استجواب المعلم من قبل مدير المعهد عن الكيفية التي جعلته يعطيه الدرجة الكاملة بعدما احتج على ذلك بعض الطلاب، قال المعلم: «إجابته تبشر بميلاد شاعر، فلو أغفلته قضيت عليه»، وكان ذلك في سنة 1378هـ.
البدايات الأدبية
واجهت الشاعر النعمي ظروفا طارئة جعلته ينتقل للدراسة في معهد الأحساء العلمي سنة 1380هـ، ومنه كانت انطلاقته الأدبية حيث وجد التشجيع من إدارة المعهد، وفي تلك الأثناء بدأ يراسل الصحف ويكتب في زاوية من هنا وهناك في (صحيفة اليمامة).
وفي المعهد نفسه أصدر الشاعر صحيفتين هما «التاج» و «الضياء». تخرج من المعهد سنة 1382هـ حاملا أجمل ذكرى لهذا المعهد الذي وجد فيه التشجيع ومنه تعلم وتعود الشجاعة والجرأة في الكتابة ومراسلة الصحف.
انطلاقته في الصحافة كانت المدخل إلى عالم الصحافة والشعر والأدب سنة 1383هـ، حيث التحق في كلية اللغة العربية في الرياض، وتعرف على كثير من أعلام الأدب والصحافة هناك، وكانت البداية في صحيفة اليمامة إلى أن تحولت هذه الصحيفة إلى مؤسسة، ومنها انتقل إلى مجلة الدعوة، وكان ذلك عام 1385هـ حيث عمل فيها مدة سنة، ومنها انتقل إلى صحيفة الجزيرة بطلب ومساندة من الشيخ فيصل الشهيل مدير عام المؤسسة في ذلك الوقت.
العودة إلى القرية
ولم تطل مدة عمل النعمي في الجزيرة، إذ طلب انضمامه إلى مجلة اليمامة سكرتيرا للتحرير، وبقي فيها إلى أن تخرج في كلية اللغة العربية سنة 1389هـ، وكان عمره آنذاك 33 عاما، ولظروف عائلية عاد إلى قريته بعد طول غياب دام عشر سنوات، كان يعيش فيها حياة عصامية تمثلت في عمله وهو لا يزال طالبا في الكلية مما يدل على روح لا ترضى بالاتكال على الآخرين. عاد إلى قريته وفيها التحق بالتعليم حيث عين معلما في متوسطة ضمد فترة زمنية طويلة، إلى أن افتتحت أول مدرسة في قريته، فعين مديرا لها وبقي إلى أن أحيل إلى التقاعد في 1/7/1416هـ وقد أقيم في هذه المناسبة احتفال كبير كرم فيه النعمي على ما قدم لقريته وأبناء المنطقة.
ضياع الشعر
عندما سئل الراحل النعمي عن بدايته الشعرية في إحدى الجلسات، ذكر أنه بدأ الشعر في سن الـ16 من عمره، وقد ضاعت كل كتاباته الشعرية في ذلك العهد، وسبب ضياعها كثرة تنقلاته من قريته إلى ضمد إلى صامطة ثم إلى الأحساء. وأضاف الشاعر «أنه لم يكن يهتم بأمر تلك البدايات في بادئ الأمر، ولم يبدأ بنشر شعره إلا في سنة 1383هـ».
أما عن دواوينه، فقد تأخر كثيرا في طباعة شيء من شعره، حيث لم يتم له ذلك إلا في سنة 1405هـ بعدما قام نادي جازان الأدبي بطباعة أول مجموعاته الشعرية «عن الحب ومنى الحلم» ثم توالت طباعة دواوينه الأخرى.
كان النعمي على اتصال وثيق بالحياة الأدبية في العالم العربي حيث كانت له عدة مشاركات في مهرجانات أقيمت خارج المملكة كما شارك في الكثير من المسابقات الشعرية وقد مثل المملكة في أكثر من منتدى. وقد مثل المملكة في مهرجان الشباب العربي الثالث في بغداد سنة 1397هـ وحصل على الميدالية الذهبية في المسابقة الشعرية.
دواوين
«الرحيل إلى الأعماق» 1406هـ، 111 صفحة، ويضم 21 قصيدة. «الأرض والعشق»، 136 صفحة، ويضم 32 قصيدة.
«عن الحب ومنى الحلم»، وهو باكورة الطبع من إنتاج الشاعر سنة 1405هـ، عدد صفحاته 110 صفحة، وفيه 27 قصيدة. «الأرض.. الوطن الحب الكبير». «جراح قلب»، وعدد صفحاته 245 صفحة، وفيه 28 قصيدة. «لعيني لؤلؤة الخليج»، وصفحاته 200، وفيه 8 قصائد.


نقلاً عن خبر للأستاذ عبد العزيز معافا
صحيفة عكاظ
( الإثنين 03/04/1430هـ ) 30/ مارس/2009 العدد : 2843





ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



فقدت منطقة جازان الشاعر الكبير علي بن أحمد النعمي الذي انتقل إلى رحمة الله فجر أمس بعد معاناة كبيرة مع المرض، وقد صلي عليه بعد صلاة المغرب بجامع قرية الحرجة، قريته التي عشقها ورفض الابتعاد عنها.
الراحل النعمي أحد المبدعين على مستوى المملكة وقد أثرى الساحة الشعرية والأدبية بالعديد من الدواوين والقصائد الشعرية والمقالات الأدبية.
تحدث الشاعر أحمد بن يحيي البهكلي عن الأديب الراحل علي النعمي فقال: يعد الراحل النعمي علما من أعلام الشعر في هذه البلاد وفي ميادين شتى، فهو رحمه الله له سيرة حافلة في مجال الصحافة، وعلم في مجال الشعر لايشق له غبار، وهو استاذ جيل في المجال التربوي، وتلاميذه يشهدون له ببراعته، وهو انسان عايشته منذ زمن طويل، فهو من زملاء والدي رحمهما الله حيث رافقه في مقاعد الدراسة في معهد صامطة العلمي وكذلك في جامعة الامام محمد بن سعود، وكان رحمه الله دائم الزيارة لوالدي في المنزل، ثم ربطتني به علاقة مباشرة في نادي جازان الأدبي وهو عضو مؤسس للنادي، وكان جميلا في الحضور الشعري والأدبي، فهو رحمه الله يعد من أبرز شعراء منطقة جازان إذا وضعناه بجوار الرائدين محمد بن علي السنوسي ومحمد بن أحمد العقيلي، وإننا لا نملك في هذه الفاجعة إلا أن ندعو له بالرحمة والمغفرة .. انا لله وانا اليه راجعون.
كان أخًا صادقًا محبًا
كما تحدث رفيق دربه حجاب بن يحيي الحازمي قائلا: رحم الله أبا أحمد فقد كان أخًا صادقًا محبًا لمنطقته، مبدعًا في شعره، عرفت فيه الخصال الجميلة كجمال شعره، أحد الرواد في الشعر وفي الصحافة وفي التعليم، رحمه الله كان يتحلّى بروح الفكاهة وكان أحد الذين لا تملّ مجالستهم، فقدت المنطقة بوفاته أحد رموزها الشعرية فرحمه الله رحمة واسعة.
رمز من رموز الثقافة
وتحدث حسن بن أحمد الصلهبي عضو نادي جازان الأدبي فقال: يغمرنا حزن كبير لفقد شاعر كبير ورمز من رموز الثقافة في المملكة بل على مستوى الوطن العربي، فهو ليس شاعرا عاديا، فعلى امتداد سنين حياته مرّ بتجارب شعرية رائدة وكان له الفضل في إعادة الشعر إلى الواجهة، رغم أن شعره لم يحظ بالدراسة النقدية والتحليلية الكافية، إلا أنه محفوظ في صدور محبيه، ونطالب المؤسسات الثقافية بأن تلتفت إلى شعره المتناثر لكي يتم جمعه في ديوان واعادة طباعة دواوينه السابقة ليظل حيّا بيننا، فهو باق معنا بشعره وسيرته العطرة.
الأديب الراحل
* من مواليد عام 1356هـ 1936م بحرجة ضمد «منطقة جازان» جنوب غرب المملكة العربية السعودية.
* ليسانس لغة عربية من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية 1389هـ، ودبلوم الإدارة المدرسية.
* عضو مؤسس بمجلس إدارة نادي جازان الأدبي، ورئيس لجنة الشعر.
* بدأ عمله الوظيفي معلما للغة العربية، بمتوسطة ضمد، ثم مديرا لمتوسطة البديع والقرفي، ثم مديرا لابتدائية ومتوسطة الحرجة، حتى أحيل على التقاعد في عام 1416هـ، وتفرغ لأعماله الأدبية.
* يحمل الميدالية الذهبية من مهرجان الشباب العربي الثالث الذي أقيم في العراق في العاصمة بغداد في تموز 1977م.
* صدرت له ثمانية دواوين شعرية منها: الرحيل للأعماق.. «نادي جازان الأدبي». عن الحب ومنى الحلم.. «دار الصافي للطباعة والنشر».



نقلاً عن خبر للأستاذ : على خواجي
جريدة المدينة
الاثنين 3 ربيع الثاني 1430 هجري - 30 مارس 2009

بواسطة : hashim
 0  0  9068
التعليقات ( 0 )

-->