عبدالرحمن الريس أقام الصلوات الخمس من فوق قبة زمزم (4-4)
"الرواق المكي"
16 رجب 1436 - 06 مايو 2015
حسام عبدالعزيز مكاوي - باحث في تاريخ مكة المكرمة
ظهر من أسرة الريس الزمزمي عدد من العلماء والأدباء والمؤلفين والمفتين والمؤذنين والمؤقتين، وممن عرف منهم واشتهر بكونه من المؤقتين والمؤذنين، علي عبدالسلام الريس، كان رئيس المؤذنين في زمانه، وظل في منصبه حتى وفاته 1152هـ، وتولى مكانه من بعده أخوه عثمان والذي ظل في هذه الوظيفة حتى 1156هـ، وبعد وفاته خلفه أخوه محمد يحيى الريس.
وكان منهم عمر أبي بكر الريس، والذي ولد بمكة ونشأ بها، وأخذ عن أجلاء العلماء بها كمحمد صالح ريس، وعبدالرحمن الريس وغيرهم، وتولى إفتاء الشافعية بمكة بعد وفاة محمد صالح، وظل في هذا المنصب حتى وفاته بالطائف بعد 1260هـ.
كما عرف من هذه الأسرة عبدالرحمن الريس الزبيري، الذي كان رئيس المؤقتين وشيخ بئر زمزم، قال عنه المؤرخ المكي أحمد الحضراوي «فيض الفكر « كان رحمه الله فاضلا صالحا تقيا، أنفرد في 1278هـ وحده بأذان وصلاة خمسة فروض في الحرم المكي، وذلك عندما دهم المسجد الحرام سيل عظيم، وارتفع منسوب المياه حتى وصل إلى قرب حزام الكعبة، فكان على قبة زمزم قبل أذان الفجر استعدادا لرفع الأذان، فظل محتجزا فوقها، وأخذ يؤذن ويقيم الصلاة وحده لمدة يوم كامل.
قيض الله له رجلا من المجاورين ممن يحسنون السباحة، فكان يحمل إليه الطعام والشراب، وتوفي في 1281هـ بمكة ودفن بالمعلاة».
وتولى التوقيت من بعده ابنه محمد الريس، والذي ذكره المؤرخ عبدالستار الدهلوي « فيض الملك المتعال» ولد بمكة موطن أبائه وأسلافه، وهو من بيت علم ورئاسة، وقرأ على أفاضل علماء مكة، وكان ماهرا في التوقيت، إلى جانب اهتمامه بالأدب، وتوفي بمكة 1323هـ».
makkawi@makkahnp.com