محمد صالح يقبل الإفتاء للشافعية شريطة ألا يحضر مجلس أمير مكة (3-4)
"الرواق المكي"
15 رجب 1436 - 05 مايو 2015
حسام عبدالعزيز مكاوي - باحث في تاريخ مكة المكرمة
ورث أبناء إبراهيم محمد الريس الزمزمي العلم عنه، ومنهم محمد صالح الذي ولد بمكة المكرمة في سنة 1187، وحفظ القرآن الكريم وهو دون العاشرة، ثم توجه إلى حفظ المتون العلمية وملازمة العلماء، مجاهدا نفسه بقلة المأكل والمشرب والنوم، وحين برع في العلوم تصدر في 1202 للتدريس في المسجد الحرام، حيث عقد حلقته التي كان يدرس فيها الفقه والتفسير والحديث والعربية، واشتهر بتبحره في الفقه الشافعي وإلمامه التام بالخلاف في الأصول والفروع في هذا المذهب.
وفي 1215 عرض عليه تولي منصب إفتاء الشافعية، فامتنع عن ذلك إلا بشروط، وهي عدم حضوره مجالس أمير مكة، وأن لا يلبس الخلعة التي يلبسها أهل الإفتاء، ولا يحضر مجالس الولاة التي تعقد في الحرم في الأعياد والمناسبات، فأجيب إلى ذلك، كما اشتهر بحرصه على صلاة الجماعة في الحرم في صحته ومرضه، وفي يوم وفاته لم يستطع الذهاب للحرم، فصلى بأهله صلاة الفجر جماعة في بيته، ومات بعدها عند الشروق، في 7 جمادى الآخرة 1240، ودفن في مقبرة المعلاة عند الزوال.
ترك من بعده عددا من المؤلفات، منها فتح المجيب في جمع متعلقات الرضيع، وجزء في ربع العبادات، وفتح الرحمن فيما يغتفر للموافق من الأركان، والقول الكاف في مسائل الاختلاف، وشرح حزب الإمام النووي، ورسالة في السماع وردع أهل الزيغ والميل إلى المحرمات والابتداع، وفيض الملك العلام لما اشتمل عليه النسك من الأحكام، وحاشية على المنهج مات قبل أن يكملها، ومجموعة فتاوى مبوبة على أبواب الفقه، إضافة إلى بعض الخطب والفتاوى التي تفرقت وتناثرت عند ورثته وبعض طلبته.
makkawi@makkahnp.com