الركب المراكشي ينير حجرة النبي بشمعدانات الذهب (3-3)
"الرواق المكي"
11 رجب 1436 - 01 مايو 2015
حسام عبدالعزيز مكاوي - باحث في تاريخ مكة المكرمة
ينطلق الركب السجلماسي من مدينة سجلماسة، ثاني مدينة إسلامية أسست في المغرب العربي بعد مدينة القيروان، وذلك بحسب المؤرخ المغربي محمد المنوني في كتابه «ركب الحاج المغربي».
ويلتقي أحيانا السجلماسي في سيره بالركب الفاسي، فيتم دمجهما تحت قيادة موحدة، أو يتحدان ويسير كل واحد منهما بقيادة مستقلة، وكان السلطان المولى سليمان يرسل الصرة النقدية الموجهة لعلماء الحرمين ومصر والأزهر مع هذا الركب.
ثم ينتقل المنوني للحديث عن الركب المنطلق من مدينة مراكش، وهو الرسمي أيام دولة السعديين، لذلك كان ملوكهم يعتنون به، ويرسلون صررهم وهداياهم إلى الحرمين معه، ومن ذلك الشمعدانان الذهبيان المرصعان بالمجوهرات المرسلان للحجرة النبوية الشريفة، ومثلهما شمعدانان من فضة أيضا للحجرة النبوية الشريفة، أرسلهما السلطان الوليد بن زيدان السعدي، وأرسل معهما صندوقين من شمع العنبر ليوقد في الروضة المطهرة.
وتحدث المنوني أيضا عن الركب الذي كان يخرج من شنقيط إلا أنه لم يسهب في ذلك، ويبدو أن ذلك كان لقلة المصادر لديه.
ثم أنهى حديثه عن الركاب المغربية بالحديث عن الركب البحري الذي كان ينطلق من بعض المراسي المغربية كمرسى طنجة أو مرسى تطوان، منطلقا إلى الأراضي المقدسة.
ثم ختم كتابه بالحديث عن القصائد التي ينظمها بعض أهل المغرب في التشوق إلى الأراضي المقدسة، والمديح النبوي، والتي تعد من أكثر القصائد رقة وعذوبة وعاطفة.
makkawi@makkahnp.com