• ×

الركب الفاسي يخرج لمكة بصحبة خمس مئة عسكري (2-3)

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
الركب الفاسي يخرج لمكة بصحبة خمس مئة عسكري (2-3)

"الرواق المكي"
08 رجب 1436 - 28 أبريل 2015
حسام عبدالعزيز مكاوي

يقدم المؤرخ المغربي محمد المنوني من خلال كتابه «ركب الحاج المغربي» نشأة وتقاليد الركب، والذي كان ينطلق إلى مكة المكرمة بشكل سنوي، يرافقه حجاج تلك الجهات.
وأشار فيه إلى أن الركب الفاسي يعد من أشهر الركاب المنطلقة من المغرب، والذي يمكن اعتباره الرسمي لحكام تلك المنطقة لفترة طويلة.
وقد بدأ تسييره في عهد الدولة المرينية، منذ 708، بشكل سنوي في27 من جمادى الآخرة، بداية من باب الفتوح في مدينة فاس، يصاحبه احتفال كبير، يخرج فيه جميع أهل فاس صغيرهم وكبيرهم، وأحيانا يحضر هذا الاحتفال السلطان وحاشيته، وبلغ من عناية بعض السلاطين بهذا الركب أنه حفر في محطات مروره الآبار، ليتزود منها الحجاج بالماء في ذهابهم وإيابهم، وكان لإبله أرض موقوفة بضاحية فاس ترعى فيها طوال السنة.
وكان يصاحبه في خروجه هيئة تتألف من أمير الركب، وشيخه، وقاض، وقائد عسكري تصاحبه حامية يصل عددها أحيانا إلى خمسمئة عسكري، ويكون له علم خاص به، إضافة إلى طبل كبير من النحاس، يضرب عليه عند الحاجة، كالاستعداد للسير أو التوقف.
وكان الركب يحمل الصرة الفاسية، والتي تضم هدايا الفاسيين وسلاطينهم إلى الحرمين الشريفين، والعاملين فيهما من الأغوات، والعلماء والمقرئين وغيرهم، إلى جانب بعض الكتب والمصاحف.
وعند عودتهم إلى فاس يحمل البشير الراية مبشرا بقدوم الحجاج، قبل وصول الركب إليها، فيخرج الأهالي لاستقبال الحجاج القادمين، ويحتفلون بقدومه.
وكان القادمون من الأراضي المقدسة يحملون طرائفهم لذوي قراباتهم، ويرسل بعض أمراء مكة أحيانا بعض القطع من كسوة الكعبة لسلاطين المغرب، وهي من أفخم الهدايا التي تحمل من مكة المكرمة

makkawi@makkahnp.com


بواسطة : حسام عبدالعزيز مكاوي
 0  0  1034
التعليقات ( 0 )

-->