الماجري يسير أول ركب بري لحجاج المغرب (1-3)
"الرواق المكي"
07 رجب 1436 - 27 أبريل 2015
حسام عبدالعزيز مكاوي
يوثق كتاب ركب الحاج المغربي للمؤرخ محمد المنوني، نشأة وتقاليد مسيرة الحجاج من المغرب إلى مكة المكرمة بشكل سنوي، وقد صدر 1373- 1953 في مدينة تطوان المغربية، عن مطبعة المخزن.
ونلاحظ أن المؤلفات المكية التي كانت تتناول وصول الحجاج من أنحاء العالم الإسلامي، ودخول المحامل والقوافل، لم تشر إلى انفراد الحجاج المغاربة بقافلة عرفت بهم، كما كان يحصل بالنسبة للحج الشامي أو المصري، أو العراقي أو اليمني.
ويبدو أن ذلك كان نتيجة انضمام قافلة الحج المغربي، للمصري والأفريقي في مصر، وبالتالي سيرها في ركابه، ويؤيد ذلك ما ذكرته الدكتورة عزة شاهين في كتابها خدمات الحج في الحجاز خلال العصر العثماني "أن قافلة الحج المصري، كانت تضم حجاج مصر، وشمال أفريقيا والسودان، الذين كانوا يجتمعون في القاهرة".
ويشير المنوني إلى أن أول ركب بري خرج من تلك الجهات، هو للشيخ أبي محمد صالح الماجري المتوفى في 631، لذا عرف بالركب الصالحي، نسبة إليه، ينطلق من مدينة آسفي المغربية متوجها إلى الحجاز.
وكان الشيخ صالح يعتني به، وينفق عليه أمواله، حتى أنه أنشأ المحطات والأربطة في طريقه حتى يصل لمكة، ويترك أولاده للعناية بهذه المحطات والأربطة الواقعة في المشرق العربي لخدمة المارين عليها من أهل المغرب العربي، وقد حافظ أولاده وأحفاده من بعدهم على تقديم خدماتهم للحجاج من خلال المحطات التي ظلت موجودة لعدة قرون، ونتيجة لنجاح مشروع الشيخ صالح الماجري، خرجت عدة ركاب أخرى من المدن المغربية، من أشهرها: السلجماسي، والفاسي، والشنقيطي، والبحري، والمراكشي
makkawi@makkahnp.com