رأي بعض معاصري الملك عبد العزيز ابن سعود في حكمه على الحجاز ونجد
قال فتح الله الأنطاكي في كتابه " الهند كما رأيتها " ( ص 34 / ط . 1933 م ) والكتاب أخذته من مكتبة جدّي عبد الحميد البحصلي رحمه الله - :
الحجاج الهنود الذين حجّوا في الأعوام الأخيرة في عهد حضرة صاحب الجلالة الملك عبد العزيز بن السعود ملك الحجاز ونجد وملحقاتها فإنهم يثنون على ما رأوه في عهد جلالته من التقدم والرقي والنهضة العلمية الحديثة والأمن المستتب في جميع أنحاء المملكة، وحسن المعاملة من جانب الحكومة الحجازية النجدية لراحة الحجاج ورفاهيتهم.
وقد روى لي أحد أعيان المسلمين في بومباي الحادث التالي أمام جحافل من زعماء الهنود قال : لقد سمعت من الحجاج الهنود والعرب وغيرهم وأنا في مكة المكرمة في العام الماضي أن الأمن مستتب تماماً في أنحاء البلاد، وأنّ الإنسان إذا فقد شيئاً مَهْمَا بلغت قيمته يُرَد إليه بلا تعب ولا مشقة، فلم أصدِّق وأردت التثبّت بنفسي من ذلك، فقذفت في الطريق العام محفظتي وكان بها 120 روبية هندية؛ أي ثمانية جنيهات ونصف مصرية، وبعد مضي ثلاثة أيام علمت أن البوليس الحجازي أصدر نشرة يسأل فيها الحجاج : هل أضاع أحدهم محفظة نقوده؟ فذهبت إليه واستلمتها فوجدت الدراهم فيها كاملة .
وما يرويه هذا الوجيه يرويه الألوف غيره من الزعماء والأعيان والعامة الذين زاروا الحجاز في عهده الأخير في ظلال الحكم السعودي العادل الذي أصبح مضرب المثل في مشارق الأرض ومغاربها .
ولقد سرّني وسرّ كل عربي وفيّ مخلص ما نسمعه من أفواه أمراء وزعماء الهند من آيات المديح والثناء على الملك ابن السعود، وقد وصفوه نابوليون العرب في الشجاعة وحاتم في الكرم وسحبان في البلاغة وقس في الفصاحة، ممّا يدل على تعلّق المسلمين بجلالته وإخلاصهم لشخصه العظيم وثقتهم به كحامي للديار الإسلامية المقدسة وحارس للحرمين الشريفين .
