• ×

"تاريخ العباسيين"، كتاب يتناول أخبار ستة من الخلفاء : الرشيد والأمين والمأمون والمعتصم والواثق والمتوكل

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
"تاريخ العباسيين"، كتاب يتناول أخبار ستة من الخلفاء : الرشيد والأمين والمأمون والمعتصم والواثق والمتوكل

تأليف: ابن وادران

ترجمة، تحقيق: المنجي الكعبي


"تاريخ العباسيين" هو مخطوط في أخبار ستة من خلفاء بني العباس. كان موجوداً بمكتبة جامع الزيتونة بتونس إلى أواسط القرن الماضي، ثم فقد إلى أن تم العثور عليه من قبل المحقق الدكتور المنجي الكبي. والكتاب مجهول مؤلفه، إلا أن ابن وادران هو ناقله إلينا، وعمله هذا هو موضع إعجاب وتقدير. ويعتقد دائماً مع شيء قليل من حسن الظن أن ابن وادران لا يخفي من شيء هوية المؤلف، لأنه فيما ذكر في المقدمة أنه قد سأل عنه ولم يظفر بأكثر من كونه من المعاصرين لآبائه من أهل بلده.

وبالعودة إلى الكتاب فإن التبويب الذي اتبعه ابن وادران في مبيضته هو نفس التبويب الذي وجده في المسودة، وهو أبواب ستة وزع عليها أخبار الخلفاء العباسيين المعنيين بالتأليف في هذا الديوان، وهم الرشيد والأمين والمأمون والمعتصم والواثق والمتوكل. هذا وأن من أهمية ابن وادران في هذه المبيضة هو احتفاظه لنا بمعلومات هامة وأخبار لا غنى لنا عنها، وهو يقول إنه ميّز مراتب ذلك المكتوب (الكتاب/المخطوطة) وجعل له هيئة وأسلوباً، وأدمج فيه من الأنقال ووشحه بهواتف الفكر والبال.

ويظهر جلياً أن ابن وادران لم يقم بعملية بسيطة إزاء هذا الكتاب الذي وجده في حالة إهمال وانخرام في زوايا النسيان، لأنه يذكر أنه اشتغل ملياً قبل تبييضه. هذا وأن هذا اللون من التأليف في أخبار الخلفاء ومن عاصرهم من الأمراء والوزراء والعلماء والكتاب والشعراء، بطريقة انتقائية لأعيان منهم وبشكل متسلسل كان معروفاً قبل مسودة ابن وادران، ولكن العناية في عصر مجهول هذه المسودة وعناية ابن وادران بها بعده هو الطريف في الأمر، لأن المشروع في حد ذاته قد يحمل على أكثر من مجرد الإعجاب بقسم من الخلفاء العباسيين ليصور مدى ما تمثله الخلافة العباسية في أطوار قوتها ونفوذها من اعتزاز بها في زمن تنكرت فيه الحياة على ذوي النفوس الأبية بسبب العيش تحت حكومات مقتطعة أو منقطعة عن أمجاد دول الإسلام الكبرى، كما يثير هذا التأليف لمجرد ضم أخبار الأفريقيين من ولاة بني العباس إليه أهمية الدولة الإسلامية قبل أن تتوزعها الخلائف وتكون أقصى البلاد كإفريقيا تحت حكم سلطة واحدة مركزية وتكون الدولة الكبرى في أوج الترابط مع أقاليمها حتى لا تطمع الأعداء فيها.

وسواء تم النظر إلى الكتاب من جهة أخبار الخلفاء الذين يستعرضهم ويستعرض الوجوه المشهورة في عصرهم أو من جهة عمالهم بإفريقيا، فإن المصادر التي رجع إليها المؤلف الأصلي تضعنا أمام حشد لا مثيل له في المدونات التاريخية السابقة من أسماء الكتب التي استفرغ المؤلف ما فيها في هذا الكتاب، حتى لنكاد نظن أن مؤلفه ما فرط في الكتاب من شيء يتصل بالعباسيين في تلك المراجع، وقد بلغت في العدّ أكثر من ثمانين اسماً وعنواناً.

المصدر : منقول باختصار من مقدمة المحقق على الكتاب

بواسطة : hashim
 0  0  6405
التعليقات ( 0 )

-->