عبد الله نيازي هاجر المدينة مجبرا فنشر العلم في بلدان كثيرة (١-٣)
21 جمادى الثانية 1436 - 11 أبريل 2015
حسام عبدالعزيز مكاوي - باحث في تاريخ مكة المكرمة
ولد عبدالله بن محمد نيازي بمدينة نمنكان سنة 1300، وحسبما يرويه سبطه الدكتور نجم الدين الأنديجاني فإنه أخذ العلم على يد علماء بلده، كالشيخ عبدالأحد مخدوم، والعلامة أولوغ جان تورة، والشيخ عطاء الله، وغيرهم فأخذ عنهم النحو والصرف والبلاغة والفقه وأصوله.
وكعادة المجددين في طلب العلم رحل إلى عدد من المدن للالتقاء بالعلماء، فتنقل لذلك ما بين فرغانة وكاسان وأفغانستان، والتقى بعدد من علماء هذه البلدان، كالشيخ ملا خوجة، والشيخ ملا عرب، والشيخ برهان مخدوم منطقي، فقرأ عليهم البلاغة والمنطق والأصول وصحيح البخاري.
وفي سنة 1330 قدم إلى مكة المكرمة، وتوجه بعد أداء النسكين إلى المدينة المنورة، وأقام بها ما يقارب الخمس سنوات، وأخذ عن علمائها، وكان أكثر تلقيه عن الشيخ حسين بن أحمد المدني، والذي استفاد منه كثيرا حيث قرأ عليه صحيح البخاري وكتاب الهداية في الفقه الحنفي، كما قرأ على غيره تفسير البيضاوي وكتاب التوضيح، ومقامات الحريري وغيرها من كتب الفقه والأدب والتفسير والحديث.
وعند إعلان الشريف حسين الثورة العربية، ومحاصرة جنوده للحامية التركية في المدينة المنورة، وخروج أهالي ومجاوري المدينة منها، كان فيمن غادرها الشيخ عبدالله نيازي، متوجها إلى الشام شأن الكثير من أهالي المدينة في الخروج المعروف (بسفر برلك)، وطاف في مدن الشام، وقام برحلة إلى أضنة وطرسوس كان ينشر العلم خلالها.
وقد عدد رحلاته الأستاذ عمر عبدالجبار في كتابه سير وتراجم، فذكر أن الشيخ عبدالله توجه إلى مدينة قونية وأقام بها نحوا من ثمانية أشهر، ثم منها توجه إلى آق شهر وأقام بها سنتين معلما ومرشدا، ومنها سافر إلى أزمير فدخل مدرسة سهليجي زاده ومكث بها سنة، ثم انتقل منها إلى الإسكندرية، وأقام بها سنة، ومنها توجه إلى القاهرة، حيث درس على يد كبار العلماء بها.
المصدر : صحيفة مكة