• ×

دراسة تحليلية حول مرحلتين من مراحل طريق هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة (( من أسفل عسفان إلى أن أجاز قديداً))

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
دراسة تحليلية حول مرحلتين من مراحل طريق هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة
(( من أسفل عسفان إلى أن أجاز قديداً))


بحث محكم علمياً نشر في مجلة مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة العدد الثالث والعشرون، شوال ذو الحجة 1428هـ / نوفمبر 2007 يناير 2008م.

مقدمة:
إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلا هاديَ له، وأشهد أَنْ لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أَنَّ محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً. أما بعد:

اهتم المسلمون على مر العصور بتدوين السيرة النبوية، والمتأمل في كتب السيرة النبوية يجد الكثير من الحوادث المهمة، ومن أبرزها هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، مما جعل الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه يختار الهجرة النبوية بداية للتقويم الإسلامي.

ومن بداية العقد الأخير من القرن الرابع عشر الهجري (1390-1400هـ)، اهتمت الدول والمنظمات الإسلامية ومراكز البحث العلمي اهتماً كبيراً بالاعتناء بالسيرة النبوية، وقد عقد المؤتمر الأول للسيرة النبوية في دولة باكستان في شهر ربيع الأول سنة 1396هـ، والذي توج بمسابقة السيرة النبوية من قبل رابطة العالم الإسلامي(1)، كما اهتم أبناء المملكة العربية السعودية بالبحث في السيرة النبوية، إما من خلال الجهد الشخصي، أو من خلال المراكز العلمية(2).

لقد دونت كتب السيرة النبوية المواضع التي مر بها الرسول صلى الله عليه وسلم في طريق هجرته من بداية خروجه من مكة المكرمة حتى وصوله إلى المدينة المنورة. و قد وقفت مؤخراً على تحقيقين يوضحان معالم طريق الهجرة النبوية، هما:

1- تحقيق الشيخ عاتق بن غيث البلادي(3)، وهو نتاج رحلة ميدانية قام بها من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، بتاريخ 28 محرم 1393هـ الموافق 3 مارس 1973م، نشرت في كتاب: ((على طريق الهجرة)) سنة 1398هـ، الذي يشمل على مدونات تلك الرحلة ورحلات أخرى.

2- تحقيق أعده مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة(2)، وهو نتاج رحلات ميدانية إلى مواضع طريق الهجرة النبوية، نشرت كخارطة ملونة بعنوان: ((طريق هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة)) سنة 1426هـ.

دوافع كتابة البحث:
1- الاستدراك على ما ورد في كتاب: ((على طريق الهجرة))، وفي خارطة: ((طريق هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة المكرمة إلى المدينة

المنورة)). عن الطريق الذي سلكه رسول الله صلى الله عليه وسلم من أسفل عسفان إلى أن وصل إلى المشلل في قديد.

2- ما ترجح لديَّ والله سبحانه وتعالى أعلم عن الطريق الذي سلكه رسول الله صلى الله عليه وسلم من أسفل عسفان إلى أن وصل إلى المشلل في قديد.

وقد قسمت البحث إلى:مقدمة، ثم الطريق العامة من عسفان إلى المشلل في قديد، والمواضع الجغرافية والأماكن الخطرة في الطريق العامة من عسفان إلى المشلل في قديد، ثم نص التحقيق من طريق الهجرة النبوية، ثم تحقيقات سابقة على نص التحقيق من طريق الهجرة النبوية والاستدراكات عليها، ثم ألحقت ذلك بما ترجح لديَّ والله سبحانه وتعالى أعلم عن طريق الهجرة النبوية من أسفل عسفان إلى أن أجتاز قديداً، ثم بيَّنت الأسباب التي رجحت لديَّ هذا الطريق.

وفي الختام؛ فإنَّ هذا البحث هو جهد شخصي، لذلك لابد أن يعتريه شيءٌ من الخطأ والنقص والنسيان، فإن وقفت - أخي القارئ الكريم - على ما يكدِّر بهاءه ويعكِّر صفاءه فلا تبخل عليَّ بالنصيحة والتصحيح. والله الموفق.

الطريق العامة من عسفان إلى المشلل في قديد في زمن الهجرة النبوية:
من عسفان(5) تخرج الطريق العامة(6) للقادمين من مكة المكرمة باتجاه المدينة المنورة إلى ثنية غزال(7)، ثم إلى الكديد(8)، ثم إلى أمج(9) وهو الجزع الرابع من وادي أمج ويعرف اليوم بخليص(10)، ثم ثنية لفت(11)، ثم قديد (12)، ثم المشلل(13)، ثم تتوالى بعد ذلك مراحل الطريق إلى أن يصل المسافرون إلى المدينة المنورة.

الأماكن الخطرة في الطريق العامة من عسفان إلى قديد:
من أشد الأماكن خطورةً في الطريق العامة من عسفان إلى قديد موضعان هما:

1- ثنية غزال: من المسالك الوعرة والشاقة، تقع بين عسفان، وخليص، وقد ورد اسمها في بعض كتب الرحالة باسم: ((مدرج عثمان))، ووصف الرحالة ثنية غزال بقولهم: ((عقبة صعبة معوجة، وممر ضيق جداً ، يتسع فقط لجمل واحد، وبها مكان عال يقف عليه العربان يمنعون القوافل من المرور مالم يدفعوا ضريبة يقدرونها، ولا يمكن لأي قوة أن تمر بهذا المكان إذا احتله العربان إلا بخسارة فادحة))(14).

2- ثنية لفت: من المسالك الوعرة والشاقة، تقع بين خليص المرحلة الثالثة وقديد المرحلة الرابعة، وقد ورد اسمها في بعض كتب الرحالة باسم: ((عقبة السويق))، و((عقبة السكر))، و((ثنية خليص))، ووصف الرحالة ثنية لفت بقولهم: ((عقبة في جبل صغير، كثيرة الرمل وليست بطويلة، ولكنها شاقة، تغطي الرمال جانبها المنحدر بكثافة، وتقوم على قمتها أنقاض قديمة لبناء كبير، وتحد الجدران الطريق من الجانبين لمنع تجمُّع الرمال بكثافة، وهي غاية في الصعوبة على الجمال والرجال، لا سيما من صعدها في زمن الحر، تدخل فيها أرجل الإبل والبهائم إلى الساق))(15).


خريطة توضح موقع ثنية غزال

image


خريطة توضح موقع ثنية لفت

image



نص التحقيق من طريق الهجرة النبوية من أسفل عسفان إلى أن أجاز قديداً:
قال ابن هشام نقلاً عن ابن إسحاق وهو يصف مراحل طريق الهجرة النبوية ما نصه: ((...حتى عارض الطريق أسفل من عسفان، ثم سلك بهما على أسفل أمج، ثم استجاز بهما حتى عارض بهما الطريق بعد أن أجاز قديداً...إلخ))(16).

تحقيقات سابقة على نص التحقيق من طريق الهجرة النبوية من أسفل عسفان إلى أن أجاز قديداً:
من التحقيقات التي وقفت عليها لهذه المرحلة كلَّاً من:
1- تحقيق الشيخ عاتق البلادي في كتاب: ((على طريق الهجرة)) سنة 1398هـ:
قال الشيخ عاتق البلادي وهو يصف طريق الهجرة النبوية من أسفل عسفان إلى أن أجاز قديداً ما نصه:
((... ثم مر بقرب عسفان على مرأى منه وكان مروره ليلاً فتحاشاه وتركه يميناً وهبط إلى عين هناك تسمى الغولاء، ثم أخذ في واديها قرابة خمسة أكيال، ثم جاءه من اليمين ريع يسمى ريع نقري فأخذه، ثم لاءم الطريق العامة عند الكديد، وكان لازال بليل، ثم سار عليها حتى وصل الدف (100) كيل من مكة، فأدركه الصباح فلجأ إلى شعب هناك عميق بين الجبال في جبل جمدان، وفي ذلك الشعب اليوم شجرة يزورها الناس يقولون: إنها أثر من آثاره صلى الله عليه وسلم، فلما جاء الليل بل كان آخره فخف طارق الطريق هبط من مكمنه فهبط أسفل أمج فأخذ في ثنية لفت ((الفيت اليوم)) وهذه الجادة العظمى ولكن لا محيص له منها ولا مجنب عنها. ثم هبط قديداً فقطعه الضحى ثم ضاف أم معبد بالقرب من موقع مناة الطاغية، ومن عندها خرج في ثنية المشلل فهبط دوران ...إلخ))(17).

2- تحقيق مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة ((خارطة مطبوعة)) سنة 1426هـ:
نشر مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة خارطة مطبوعة بعنوان: ((طريق هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة المنورة)) سنة 1426هـ، توضح تلك الخارطة مسار طريق هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، ويبدو أن مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة اعتمد في رسم الخارطة من أسفل عسفان إلى أن أجاز قديداً، إما على تحقيق الشيخ عاتق البلادي في كتاب: ((على طريق الهجرة)) لهاتين المرحلتين من طريق الهجرة النبوية، أو على أحد الباحثين ممن نقل عن البلادي، فكلا التحقيقين متطابقين في خط سير هذه المرحلتين من مراحل طريق الهجرة النبوية.

خريطة مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة توضح مسار الهجرة النبوية من عسفان إلى المشلل

image


الاستدراك على هذه التحقيقات من أسفل عسفان إلى أن أجاز قديداً:
1- إن الالتفاف حول حرة موقلة عبر ريع نقري لتلافي المرور من ثنية غزال ليس ذو جدوى لقرب المسافة بين ثنية غزال وريع نقري حيث تفصل بينهما حرة موقلة ، كما أن الطريق يعود مرة أخرى إلى طريق الجادة العظمي أو قريب منه جداً قبل الكديد. وريع نقري يقع بين حرة موقلة وحرة نقري، تشرف عليه حرة نقرى من الجنوب الشرقي، وحرة موقلة من الشمال الغربي وهو يصل بين غُران والغَوْلاء. كما أن حرة موقلة تشرف أيضاً على ثنية غزال من الغرب والشمال الغربي، مما يجعل الريع قريب جداً من ثنية غزال الذي يحاول الدليل تلافي المرور من خلالها.

خريطة توضح رجوع مسار طريق الهجرة إلى الطريق العامة بعد اجتياز ريع نقري


image


2- إن مسار الطريق من بعد عسفان وقبل الكديد إلى أن يصل إلى المشلل بوادي قديد يسير مع الطريق العامة أو قريب منها جداً، والمعلوم أن عسفان هي المرحلة الثانية من الطريق، وخليص هي المرحلة الثالثة، ووادي قديد المرحلة الرابعة، وبذلك نجد أن الدليل سلك بهم مرحلتين من الطريق قريبه جداً من مكة المكرمة على الطريق العامة أو قريب منها جداً، وهذا بلا شك يشكل خطورة كبيرة عليهم نظراً لكثرة المطاردين من صناديد قريش وغيرهم من الطامعين في الحصول على الجائزة.

3- إن وادي خليص لا يعتبر أسفل أمج فهو الجزع الرابع من وادي أمج وبعده الجزع الخامس من وادي أمج وهو وادي ثول، مما يخالف نص طريق الهجرة بأن الدليل سلك بهم أسفل أمج.


خريطة توضح أربعة أقسام من وادي أمج من بلدة الكامل إلى ساحل البحر الأحمر

image


4- كان من الأفضل للدليل إذا سار على هذا الطريق وبعد أن يتجاوز الكديد أن يدخل على وادي الرِّين من الجنوب وهو وادي صغير بين جبل جمدان وحرة عويجاء، ثم يسير بمحاذاة جبل جمدان من الغرب جاعلا جبل جمدان بينه وبين الطريق العامة ومتجهاً إلى الشمال عبر وادي ثول من الشرق ((الجزع الخامس من أمج)) إلى أن يصل قبل حرة البكاوية بعد أن يتجاوز خليص ثم يتجه إلى اليسار متجهاً إلى ثنية لفت.

خريطة توضح المسار الأفضل إذا كان طريق الهجرة يمر على ثنية لفت

image


5- إن الدليل سلك بهم ثنية لفت، وثنية لفت من أماكن الخطورة في هذه المرحلة، وهو بذلك يعارض الطريق مرة أخرى قبل قديد مما يخالف ما ورد في نص طريق الهجرة.
6- إن ما ذكره الشيخ عاتق البلادي عن وجود شجرة يزورها الناس في شعب بجبل جمدان(18) يقولون: إنها من آثاره صلى الله عليه وسلم، وعن وجود حجر فيه أثر قدم إنسان قريب من ريع المشلل(19) بمسافة خمسة أكيال يسميه الأهالي: وطية النبي صلى الله عليه وسلم، هو من تخيلات العوام وأوهامهم، وتعوزه الدقة، وينقصه التحقيق التاريخي لمثل هذه الأساطير الشعبية التي لا تستند على مصادرَ تاريخيةٍ أصلاً.

ما يترجح لديَّ عن طريق الهجرة النبوية من أسفل عسفان إلى أن أجتاز قديداً:
يترجح لديَّ والله سبحانه وتعالى أعلم أن الدليل سلك بهم بعد أن عارض الطريق أسفل عسفان وادي الغولاء جاعلاً حرة موقلة، وحرة نقري على يمينه وجبال الخشاش وحرة الوقر على يساره متجهاً إلى الغرب، ثم عدل بعد ذلك إلى الشمال داخلاً بين جبال الطوال، وحرة نقري، وحرة عويجاء، وضلع الأخل، ليهبط بعد ذلك على أسفل وادي ثول وهو الجزع الخامس من وادي أمج من الجنوب جاعلاً جبل جمدان على يمينه متجهاً إلى الشمال ليقطع وادي ثول من الجنوب إلى الشمال، ثم بعد أن تجاوز جبل جمدان جعل حرة البكاوية على يمينه أيضاً وموضع بلدة ثول حالياً على يساره، إلى أن اجتاز حرة البكاوية من الشمال، ثم بعد ذلك سار في اتجاه الشمال الشرقي متجهاً إلى حرة المشلل جاعلاً موضع بلدة القضيمة حالياً على يساره، ومتجاوزاً وادي قديد من الطرف الغربي إلى أن وصل إلى حرة المشلل من الناحية الجنوبية الغربية، فسار بمحاذاة الحرة من الشمال الغربي، ثم سار بعد ذلك جاعلاً حرة المشلل على يمينه والطريق العامة على يساره، ليواصل رحلته صلى الله عليه وآله وسلم إلى المدينة النبوية.


خريطة توضح ما ترجح لديَّ عن مسار طريق الهجرة النبوية من عسفان إلى المشلل


image



الأسباب التي رجحت لديَّ هذا الطريق:
1- أن الطريق يسير بعيداً عن الطريق العامة، ومقارب له في المسافة، ولا يلائم أو يتعارض مع الطريق العامة، ويفصل بين هذا الطريق وبين الطريق العامة حواجز طبيعية مثل: حرة موقلة، وحرة نقري، وجبال الطوال، وحرة عويجاء، وضلع الأخل، وجبل جمدان، وحرة البكاوية.

2- أن هذا الطريق يتلافى المرور في الأماكن الخطرة مثل ثنية غزال ، وريع نقري، وثنية لفت.

3- أن الطريق يسير عبر وادي ثول وهو الجزع الأخير من وادي أمج، مما يجعله يتوافق مع نص طريق الهجرة ((ثم سلك بهما على أسفل أمج)).

4- أن الطريق لم يتعارض مع الطريق العامة إلا بعد اجتياز وادي قديد والوصول إلى حرة المشلل، مما يجعله متوافق مع نص طريق الهجرة ((ثم استجاز بهما حتى عارض بهما الطريق بعد أن أجاز قديداً)).

5- ما ذكره ابن سعد في كتاب: ((الطبقات الكبرى)) عن خروج كلَّاً من: عياش بن أبي ربيعة، وسلمة بن هشام مع الوليد بن الوليد بن المغيرة رضى الله عنهم أجمعين من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، حيث قال ما نصه: ((...لما خرج الوليد بن الوليد من المدينة إلى عياش بن أبي ربيعة وسلمة بن هشام خرجا جميعا معه وجاء الخبر قريشا فخرج خالد بن الوليد معه نفر من قومه حتى بلغوا عسفان فلم يصيبوا أثرا ولا خبرا عنهم، وكان القوم قد أخذوا على يد بحر حتى خرجوا على أمج طريق النبي صلى الله عليه وسلم التي سلك حين هاجر إلى المدينة ...))(20) وهذا النص يدل على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عند هجرته إلى المدينة المنورة لم يسلك الطريق العامة بين عسفان وقديد.

تم بحمد الله تعالى، والله سبحانه وتعالى أعلم، فإن كان صواباً فمن الله وحده، وإن كان خطأ فمن نفسي والشيطان واستغفر الله وأتوب إليه، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

محمد بن حميد الجحدلي الحربي

maljahdali@hotmail.com[/ALIGN
صاحب كتاب: الجحادلة من قبيلة حرب، وكتاب: أشراف الحجاز والحملات العسكرية على جبل شمَّر 950-1100هـ، والمشرف العام على شبكة الجحادلة من حرب www.jahdali.com

________________________________________

الهوامش والتعليقات الجانبية:

(1) صفى الرحمن المباركفوري: الرحيق المختوم، دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع، المنصورة، ط2، 1420هـ - 2000م، ص 9.

(2) ومنها مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة الذي أصدر عدة بحوث، وعقد عدة ندوات حول السيرة النبوية، وخاصة ما يتعلق بالمدينة.

(3) عاتق البلادي: هو عاتق بن غيث بن زوير البلادي الحربي، الأديب، المؤرخ، النسابة، الجغرافي. وُلد في بادية شمال مكة المكرمة في مكان يُدعى مسر بسفح جبل يُدعى أبيض سنة 1352هـ، وفيها نشأ ودرس في مدارس مكة المكرمة النظامية، غير أن تركيزه كان على الدراسة في المسجد الحرام، فأخذ عن مشايخ فضلاء، وقد حاز على دبلوم في فن الصحافة من معهد دار عمان العالي، أسس دار مكة للنشر والتوزيع، التي لا زالت تنشـر مؤلفاته العلمية وغيرها، له من المصنفـات المطبوعة: «معجم معالم الحجاز»، «نسب حرب»، «معجم قبائل الحجـاز»، «معالم مكة التاريخية والأثرية»، وغير ذلك.

(4) أنشئ مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة، بناء على الوقف الخيري المؤبد الذي أوقفه صاحب السمو الملكي الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز رحمه الله - بموجب الصك الشرعي الصادر عن المحكمة الشرعية الكبرى بالمدينة المنورة برقم 18/11 وتاريخ 27/1/1418هـ وقد تولى سموه رئاسة مجلس إدارة المركز حتى انتقاله إلى إمارة مكة المكرمة بتاريخ 15/8/1420هـ فتولى صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز حفظه الله - رئاسة المجلس، ورعى المركز إلى أن عين رئيساً للاستخبارات العامة بتاريخ 19/9/1426هـ ، حيث خلفه صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن ماجد بن عبد العزيز حفظه الله - رئيساً للمجلس وراعياً كريماً للمركز ومشروعاته الحضارية، وللمزيد عن المركز وأهدافه، وإنجازاته، انظر موقع المركز على شبكة الانترنت: www.al-madinah.org

(5) عسفان: بلدة عامرة تقع شمال مكة على ثمانين كيلاً، على المحجَّة إلى المدينة، على التقاء وادي فَيْدة بوادي الصُّغُو، فيها آبار عذبة قديمة مجصصة ومرقبة، وفي عسفان مركز إمارة تابع لمَرّ الظهران، ويتبعها من الأنحاء فَيْدة، والصُّغو، وشاميَّة ابن حَمَادي، والغوْلاء. ويشرف عليها من جميع نواحيها حرار سود، وتخرج منها ثلاث طرق: إلى المدينة، يأخذ ثنية غَزَال إلى خُلَيص، وإلى مكة على الصُّغو فضَجنْان، وإلى جُدَّة يخرج جنوباً غربياً، وتعتبر عسفان عقدة مواصلات هامة. (عاتق بن غيث البلادي: معجم معالم الحجاز (10 أجزاء)، مكة المكرمة، دار مكة للنشر والتوزيع، ط1، سنوات الطباعة مختلفة، ج6، ص ص 99-102).

(6) الطريق العامة: وتُعرف بدرب الأنبياء، والطريق السلطاني، ودرب الحاج،، وطريق الحاج، والجادة العظمي، وكلها مسمَّيات أُطلقت على طريق القوافل الرئيسي الذي يربط بين مكة المكرمة والمدينة المنورة، والمتتبع لمسار هذا الطريق على مر العصور يجد أنَّ الطريق يتغيَّر مساره وتتبدَّل مراحله بين فترة وأخرى باندثار محطة وقيام محطة بديلة عنها. وعن مراحل الطريق بين مكة والمدينة، انظر كتب الرحلات، وعلى سبيل المثال لا الحصر: ابن بطوطة (محمد بن عبد الله اللواتي الطنجي): رحلة ابن بطوطة (تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار)، المكتبة التجارية الكبرى، مصر، د. ط، 1383هـ - 1964م؛ عبد القادر بن محمد بن عبد القادر بن محمد الأنصاري الجريزي: الدرر الفرائد المنظمة في أخبار الحاج وطريق مكة المعظمة، أعدّه للنشر حمد الجاسر، دار اليمامة للبحث والنشر والترجمة، ط1 1403هـ - 1983م، ج2؛ الشيخ الحسين بن محمد الورثيلاني: الرحلة الورثيلانية (نزهة الأنظار في فضل علم التاريخ والأخبار)، دار الكتاب العربي، بيروت، ط2، 1394هـ - 1974م؛ محمد بن عبد الوهاب المكناسي: رحلة المكناسي إحراز المعلى والرقيب في حج بيت الله الحرام وزيارة القدس الشريف والخليل والتبرك بقبر الحبيب، حققها وقدم بها محمد بوكبوط، دار السويدي للنشر والتوزيع، أبو ظبي، ط1، 2003؛ جون لويس بيركهارت: رحلات إلى شبة الجزيرة العربية، ترجمة هتاف عبد الله، الانتشار العربي، بيروت، ط1، 2005م؛ أبي الحسين محمد بن أحمد بن جبير الكناني الأندلسي البلنسي: رحلة ابن جبير (تذكرة بالأخبار عن اتفاقات الأسفار)، تقديم محمد مصطفى زيادة، د. ط، د. ن؛ أبي عبد الله محمد بن عمر بن رشيد الفهري السبتي: ملء العيبة بما جمع بطول الغيبة في الوجهة الوجيهة إلى الحرمين مكة وطيبة، تحقيق الشيخ الدكتور محمد الحبيب ابن الخوجة، دار الغرب الإسلامي، بيروت، ط1، 1408هـ - 1988م؛ حمد الجاسر: ملخص رحلتيْ ابن عبد السلام الدرعي، دار الرفاعي، ط2، 1403هـ - 1983م؛ أيوب صبري باشا: مرآة جزيرة العرب، ترجمة وتعليق د. أحمد فؤاد متولي ود. الصفصافي أحمد دسوقي، دار الآفاق العربية، القاهرة، ط1، 1419هـ - 1999م؛ محمد صادق باشا: الرحلات الحجازية، إعداد وتحرير محمد همام فكري، بدر للنشر والتوزيع، بيروت، ط1، 1999م؛ يغيم ريزفان: الحج قبل مئة سنة (الرحلة السرية للضابط الروسي عبد العزيز ودلشتين إلى مكة المكرمة 1898-1899)، دار التقريب بين المذاهب الإسلامية، بيروت، ط1، 1413هـ - 1993م؛ إبراهيم رفعت باشا: مرآة الحرمين، د. د، د. م، د. ط، د. ت، ج2؛ وغيرها من كتب الرحلات.

(7) ثنية غزال: هي ثنية عسفان، ويقال لها عند أهل تلك الديار الثنية علم عليها، وإذا ذكروا غيرها أضافوه. تشرف على عسفان من الشمال ليس له منفذ شمالاً إلا منها، على 85 كيلاً شمال مكة. (البلادي: معجم معالم الحجاز، ج6، ص ص 244-245).

(8) الكديد: يعرف اليوم بالحَمْض لكثرة نبات العَصْلاء فيه، وهو مكان من أسفل غُران قبل مصبه في وادي أمج، كثير الرمال، والطريق بين الدف وعسفان يطأ طرف الكديد الغربي على 92 كيلاً من مكة، و17 كيلاً من عسفان. (البلادي: معجم معالم الحجاز، ج7، ص ص 204-207).

(9) أمج: وادٍ فحل من أودية الحجاز من أخصبها وأعمرها سكاناً. يمر على مائة كيل شمال مكة، يأخذ من حرة بني سليم ثم ينحدر غرباً فيسمى ساية، فإذا اجتمع به وبح أسفل الضرعاء عند الكامل سمي الوادي المرواني، ومياه هذا الجزع غزيرة، فإذا وصل الخوار سمي وادي الخوار، وفيه أربع عيون وقرى مأهولة، فإذا اجتاز هذا الجزع اندفع فجأة في متسع سهل يبلغ طوله عشرين كيلاً في خمسة عشر، يتصل جنوباً بسهل الكدَيِد، وهذا الجزع يسمى خُلَيص وهو أخصب أودية الحجاز على الاطلاق، فإذا تجاوز الوادي خليصاً دفع في الساحل وسمي ثول، ويسقى هناك مزارع عثرية ثم يصب في البحر. (البلادي: معجم معالم الحجاز، ج1، ص ص 138-141).

(10) خليص: وادٍ كثير الماء والزرع، واسع على شكل مربع من السهل يبلغ ضلعه قرابة عشرين كيلاً، يقع شمال مكة على 100 كيل، يحف به من الغرب جبل جمدان، ومن الشمال حرة الخُلَيصية، ويصب فيه من الجنوب وادي غُران. فيه ثلاثون قرية. (البلادي: معجم معالم الحجاز، ج3، ص ص 149-153).

(11) ثنية لفت: تعرف اليوم باسم الفْيت، ثنية تأتي خُليصاً من الشمال، كانت عليها المحجة، ثم سدتها الرمال في أول العهد السعودي، ولما شق الطريق المعبد رُئي ترك الفيت يميناً فشق في حرة البكاوية، ولفت هذا أو الفيت إذا أقبلت على الحرة جاءٍ من خليص ترى فوهتها يمينك في ملوى من الحرة. (البلادي: معجم معالم الحجاز، ج7، ص ص 259-260).

(12) قديد: وادٍ فحل من أودية الحجاز، خصيب كثير العيون والمزارع فيه 25 عيناً اندثر بعضها. يأخذ أعلى مساقط مياهه من حرة ذَرَة، ثم ينحدر غرباً بين واديي الأخرم جنوباً ودوران شمالاً، وكلاهما يقصر عنه، فيسمى قسمه العلوي سِتَارة حتى إذا وصل إلى البحول وهو سوق قديد الرئيسي سمي الوادي قُديداً حتى يدفع في البحر عند بلدة القضيمة، ويبلغ طوله قرابة 150 كيلاً، نصفه سِتَارة ونصفه قُدَيد. ويحف بقديد من الشمال القديدية حرة نسبت إلى الوادي كان اسمها المُشَلَّل، يمر سيل قديد على 130 كيلاً شمال مكة. (البلادي: معجم معالم الحجاز، ج7، ص ص 96-99). وقد ظل قديد محافظاً على مكانته كمرحلة من مراحل الطريق حتى سنة 1230هـ، ولكن خلال الفترة بعد سنة 1230هـ وقبل سنة 1289هـ تحول الطريق إلى القضيمة بدلاً من وادي قديد. انظر: مقال نشر لي بعنوان: ((عوامل تغيَّر المرحلة الرابعة على طريق القوافل بين مكة والمدينة من وادي قديد إلى بلدة القضيمة))، صحيفة الجزيرة، العدد (12694)، الأحد 16 جمادى الآخرة 1428هـ ، 1 يوليو 2007م، ص 32.

(13) المشلل: تعرف حرة المشلل اليوم بالقُدَيدية، نسبة إلى قُدَيد الوادي المعروف، تراها يمينك وأنت تتجاوز القضيمة ذاهباً إلى المدينة، مستطيلة من المشرق إلى المغرب مع انحراف إلى الجنوب. وثنية المشلل بأسفل هذه الحرة. (البلادي: معجم معالم الحجاز، ج8، ص ص 171-173).

(14) بيركهارت: رحلات إلى شبة الجزيرة العربية، ص 248؛ إبراهيم باشا: مرآة الحرمين، ج2؛ ص 201.

(15) انظر: سعيد: الحجاز في نظر الأندلسيين والمغاربة في العصور الوسطى، ص 136؛ ابن بطوطة: رحلة ابن بطوطة (تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار)، ص 87؛ الجزيري: الدرر الفرائد المنظمة في أخبار الحاج وطريق مكة المعظمة، ج2، ص 1458؛ الورثيلاني: الرحلة الورثيلانية (نزهة الأنظار في فضل علم التاريخ والأخبار)، ص 360؛ المكناسي: رحلة المكناسي إحراز المعلى والرقيب في حج بيت الله الحرام وزيارة القدس الشريف والخليل والتبرك بقبر الحبيب، ص 263؛ بيركهارت: رحلات إلى شبة الجزيرة العربية، ص 249.

(16) المباركفورى: الرحيق المختوم، ص 187، نقلاً عن ابن هشام 1/491-492.

(17) عاتق بن غيث البلادي: على طريق الهجرة، د. ط، دار مكة للنشر والتوزيع، مكة المكرمة، د. ت، ص 257-259.

(18) البلادي: على طريق الهجرة، ص 35، 258.

(19) البلادي: على طريق الهجرة، ص 46.

(20) أبو عبد الله محمد بن سعد بن منيع: الطبقات الكبرى، تحقيق إحسان عباس، دار صادر، بيروت، ط1، 1968م، ج4، ص ص 123-133.
[/align][/align]

بواسطة : hashim
 2  1  41628
التعليقات ( 2 )

الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    04-01-32 07:57 مساءً أم عبد السلام :
    جزاكم الله خير وجعله في ميزان حسناتكم
    اللهم صلى على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم تسليما كثيرا
-->