• ×

تراجم أمراء مكة في الإسلام ( ج ـ2 )

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
- من أمراءمكه والمدينة والطائف سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن معبد مناف بن قصي بن كلاب القرشي الأموي ، يكنى أبا عثمان . وكان يقال له سعيد بن العاص عكة العسل وكان غير طويل وقيل يكنى أبا عبدالرحمن أحد اشراف قريش وأجوادها أمير مكه والمدينة والطائف ( العقد الثمين ج4 ص 571 ، غاية المرام ج1 ص 91 ) أستعمل سعيد بن العاص ، وهو وال على المدينة ، ابنه عمرو بن سعيد على مكة

أما ولايته المدينة والكوفة ، فذكرها الزبير بن بكار : استعمله عثمان على الكوفة , وغزا بالناس طبرستان ( طبرستان :بلاد واسعة في جنوب غربي بحر قزوين ) واستعمله معاوية على المدينة ، وكان يعقب بينه وبين مروان بن الحكم في عمل المدينة (نسب قريش لمصعب بن الزبيري ص 176 ، وغاية المرام ج1 ص 91 ) وقد ورد عنه أنه غزا طبرستان وافتتحها ، وافتتح جرجان ( جرجان مدينة مشهورة في بلاد فارس .) وكذلك فتح أذربيجان ( واقعه اليوم بالاتحاد السوفيتي ) بعد أن انتقضت وقد عزله عثمان ثم أعاده مرة أخرى بعد عزل الوليد بن عقبة ، وشكاه أهل الكوفة ، وقد كان فيه تجبر وغلظة وشره وسلطان ، لذلك قال بعض الشعراء فيه :

ياويلنا قد ذهب الوليد = وجاءنا من بعده سعيد =ينقص في الصاع ولايزيد

وقد عزله عن الكوفة عثمان رضي الله عنه ، واستبدل به أبا موسى الأشعري بناء على طلب أهل الكوفة ولما قتل عثمان لزم سعيد بيته ، وأعتزل صفين والجمل ، ولم يشهد ايا من هذه الحروب ، وبعد إستتباب السلطة لمعاوية ولاه المدينة ثم عزله ،وولاها مروان ، فعاقب بينه وبين مروان بن الحكم في أعمال المدينة ، ولسعيد بن العاص أخبار عديده في الكرم : جاءت إمرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ببرد ،فقالت :إني نويت أن أعطي هذا البرد أكرم العرب فقال :أعطه هذا لغلام ،يعني سعيد بن العاص ،وهو واقف فبذلك سميت الثياب السعيديه ( تهذيب الكمال ج1 ص 494) وقال معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه ، لكل قوم كريم ، وكريمنا سعيد بن العاص ( العقد الثمين ج4،ص 573) وعن عباس الدّوري ، عن يحي بن معين : سأل أعرابي سيعد بن العاص فقال :ياغلام أعطه خمسمائة ،فقال الإعرابي :خمسمائة ماذا ؟ قال :خمسمائة دينار :قال :فأعطاه فجعل الأعرابي يقلب الدنانير بيده ويبكي ، فقال سعيد مايبكيك ياإعرابي ؟فقال أبكي والله أن تكون الأرض تبلى مثلك ( بمعنى تميت ) وقال سليمان بن أبي الشيخ ، عن أبي سفيان الحميري ، عن عبد الحميد بن جعفر الأنصاري ، قدم إعرابي للمدينة يطلب في أربع ديات حملها ،فقيل له :عليك بحسن بن علي ، عليك بعبدالله بن جعفر عليك بسعيد بن العاص ،عليك بعبد الله بن العباس ،فدخل المسجد ،فرأى رجلا يخرج معه جماعة فقال:من هذا ؟ فقيل سعيد بن العاص قال: هذا أحد أصحابي الذي ذكروا لي فمشى معه ، فأخبره بالذي قدم له ، ومن ذكر له وأنه أحدهم ،وهو ساكت لايجيبه / فلما بلغ منزله ،قال لخازنه :قل لهذا الإعرابي فليأت بمن يحمل له ، فقيل له : ائت بمن يحمل لك ، قال :عافي الله سعيد ،إنما سألناه ورقا ولم نسأله تمرا قال :ويحك \" إئت بمن يحمل لك ، فأخرج له أربعين ألفا ،فأحتملها الأعرابي فمضي على الباديه ولم يلق غيره ( العقد الثمين ج4 ص 574 ،غاية المرام ج1 -ص 94-95 ) وقال الكريمي ،عن الأصمعي عن شبيب بن شيبه :لما حضرت سعيد بن العاص الوفاة ،قال لبنيه :أيكم يقبل وصيتي ؟ فقال ابنه الأكبر : أنا ياأبه ؟ قال فإن فيها قضاء دين قال \" ومادينك ياأبه ؟قال :ثمانون ألف دينار . قال : وفيم أخذتها يأأبه ؟ قال :يابني في كريم صددت منه خلّة ، وفي رجل أتاني في حاجة ودمه ينزف في وجهه من الحياء ، فبدأته بها قبل أن يسألني ( غاية المرام ج1 بص97) ويروى عنه أنه قال :لجليسي علي ثلاث خصال ،إذا دنا رحبت به ،وإذا جلس أوسعت له ،وإذا حدّث أقبلت عليه .

وقال لابنه :يابني ،لاتمازح الشريف فيحقد عليك ، ولاتمازح الدنيء فيجترىءعليك ،وسأله معاوية عن أولاده ؟ فقال عشرة والذكران فيهم أكثر ،فقال معاوية :ويهب لمن يشاء الذكور ،فقال سعيد :يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء . وقد خظب يوما : من رزقه رزقا حسنا فليكن أسعد الناس به ، إنما يتركه لآحد رجلين إما مصلح فلا يقبل عليه شيء ، وإما مفسد فلا يبقى له شيء.قال معاوية :جمع أبو عثمان طرف الكلام ، وسئل سعيد بن المسيب عن خطباء قريش في الجاهليه وخطبائهم في الإسلام ، فقال : معاوية وإبنه سعيد وابنه ،وعبدالله بن الزبير ( غاية المرام ج1 ص100-101 ) وعن عمربن الخطاب رضي الله عنه عندما كان بالمسجد ومر به سعيد بن العاص ،فسلم عليه ،فقال له عمر : إني والله يا ابن أخي ماقتلت أباك يوم بدر ، ولكنني قتلت خالي العاص بن هشام ومالي أن أكون أعتذرفي قتل مشرك .قال سعيد بن العاص :لو قتلته كنت على حق ،وكان على باطل ،قال : فتعجب عمر من قوله ،ولوى كفيه ،ثم قال :قريش افضل الناس أخلاقا وأعظم الناس أمانة ،ومن يرد بقريش سوءا يكبه الله لفيه ( نسب قريش ص 176 ) وقد دفن بالبقيع /ورد في نسب قريش أنه مات في قصره بالعرصة على ثلاثة أميال من المدينة ص 176 ) وكان عليه من الدين ثلاثمائة ألف درهم ، أوصى أن يقوم ابنه بدفعها من ماله الخاص ،ويرفض أن يدفعهما معاوية بن أبي سفيان ، وقد ذهب ابنه إلى معاوية بعد دفن والده مباشرة حيث أبلغه بموت والده ،وقد عرض معاوية أن يدفع الدين حيث اشترى بعض أملاكه ، ودعا ابنه إلى المدينة حيث دفع ديونه ( نسب قريش ص 176 177) ويروى عنه :أن عربيه القرآن أقيمت على لسان سعيد بن العاص ، لإنه كان أشبههم لهجة برسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان يكتب المصاحف لعثمان ، وكان في عسكره الصحابي حذيفة بن اليمان ( غاية المرام ج1 ص 98 وما بعدها ) ومن حكمه : إن القلوب تتغير فلا ينبغي للمرء أنيكون مادحا اليوم معاتبا غدا ( غاية المرام ج1 ص 98 وما بعدها قال إبن حجر عنه : حجّ سعيد بالناس في سنة تسع وأربعين ، وفي سنة اثنتين وخمسين واللتين بعدهما وقد ولد سعيد : محمدا ، وعمرا الأشدق ،ويحي ، وأبان ، وعنبسة ، وعتبة , وأخبارهم في نسب قريش مفصلة وقد جمع بين الأختين في الزواج ، جمع بين صفية وهند بنتي المغيرة بن عبدالله بن عمر بن مخزوم (المحبّر ص 327) أهـ -


26- بن عبد مناف بن قصي بن كلاب القرشي الأموي . عمرو بن سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس

يلقب بالأشدق ،أبو أمية ، أمير مكه والمدينة ( نسب قريش ص 178 ، العقد الثمين ج6 ص 389 ، أخباره مفصلة عند التنويري ج 12 ص 100 -106) وكان من أ لأشراف الفقم وكان كاتبا على ديوان المدينة ، فطلب الخلافة فقتل دونها ( تاريخ الطبري ج6 ص 226 وغاية المرام ج1 ص 108 ) ولي مكه بعد وفاة والده سعيد بن العاص ،في زمن معاوية وقبل وفاة معاوية بفترة قليلة حسب إجماع المصادر ،

وفي سنة ستين عزل يزيد بن معاوية الوليد بن عتبه عن المدينة المنوره وولاها عمرو بن سعيد العاص ( تاريخ الطبري ج6 ص 274 ،وما بعدها ،غاية المرام ج1 ص 108 ) ويبدو من هذه الرواية أنه كلف بولاية المدينة بالاضافة إلى إمارة مكة ، وكان على مايبدو يداري ويرفق بابن الزبير ، حيث أوصل ليزيد بعض بني أمية وعلى رأسهم الوليد بن عتبة ، أن عمرا هذا بإمكانه اعتقال ابن الزبير وإرساله إلى يزيد ، وقد صدق يزيد هذه الرواية حيث عزل عمرا وعين محله الوليد بن عتبة ليس على مكه ولكن على كل الحجاز ( تاريخ الطبري ج6 ص 274 ، وما بعدها ، غاية المرام ج1 ص 108 ) وقد حاول الوليد بن عتبة اعتقال غلمان عمرو ومواليه ، ورفض توسطات عمرو بن سعيد بن العاص بذلك حيث أرسل بعض أنصاره وكسروا السجن وفكوا قيود أصحابه وذهب بهم إلى الشام لمقابلة يزيد الذي شرح له ظروف ابن الزبير ومكايدته ،فعذره وعلم صدقه ( الكامل في التاريخ ج4 ص 44 ،غاية المرام ج1 ص 108-109) وفي سنة خمسين ( أثناء إمارته على مكه ) : حج بالناس أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان (ذكر المسعودي أن الذي حج بالناس في هذه السنة يزيد بن معاوية ج3ص 35 وذكر فيج4 ص 389 أن الذي حج بالناس سنة خمسين يزيد بن معاويه (هامش ) إتحاف الورى ج2 ص 37) وقد وردت تفاصيل حج معاوية في تلك السنة ، ونحن نسوقها لأ فيها ن عبرة وعظة . ,اتفق لمعاويه رضي الله عنه في حجته الثانية أن يبعث إلى شيبة بن عثمان أن يفتح له الكعبة حتى يدخلها ويصلي فيها ،فارسل إليه بالمفتاح مع حفيده شيبة بن جبير وهو غلام حدث ولم يأته ولم يسلم عليه ،فلما رآه معاوية استغرب وقال له :من أنت ياحبيب ؟ فقال : أنا شيبة بن جبير . فقال :لابأس يابن أخي ، غضب أبو عثمان ،شيبة مكان شيبة ، ففتح الكعبة ،فلما دخل أجاف عليه الباب ( أغلقه )، ولم يدخل معه الكعبة إلا حاجبه أبو يوسف الحميري ، فبينما معاوية يدعو في البيت ويصلي إذا بحلقة باب الكعبة تحرك تحريكا خفيفا ، فقال معاوية :ياشيبة أنظر ، هذا عثمان بن محمد بن أبي سفيان ، فإن كان إياه فأدخله ،ففتح الباب فإذا هو هو ، فأدخله ،ثم حركت الحلقة تحريكا هو أشد من الأول ، فقال معاوية : انظر ، هذ الوليد بن عتبة بن أبي سفيان فإن كان إياه فأدخله ،ففتح فإذا هوهو،فأدخله ،ثم قال:لأبي سفيان الحميري ،انظر عبدالله بن عمر ، فإني رأيته آنفا خلف المقام حتى أسأله أين صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكعبة ،فقام أبو يوسف الحميري ،فجاء بعبدالله بن عمر ،فقال له معاوية :ياأبا عبدالرحمن ،أين صلة رسول الله صلى الله عليه وسلم عام دخلها ، قال\"بين العمودين المقدمين ،اجعل بينك وبين الجدار ذراعين أوثلاثة ، فبينما هم كذلك إذ رج الباب رجا شديدا ، وحركت الحلقة تحريكا أشد من الأول ،فقال معاوية لشيبة :انظر هذا عبدالله بن الزبير ، فإن كان إياه فأدخله .قال شيبة :فنظرت فإذا هو هو .فأدخلته قأقبل مغضبا فقال:إيها ياابن سفيان ترسل إلى عبدالله بن عمر تسأله عن شيء أنا أعلم به منك ومنه ،حسدا لي ونفاسة ،فقال معاوية : على رسلك يا أبا بكر فأنما نرضاك لبعض دنيانا ، فصلى معه وخرج ، قال شيبة وخرجت معه فدخل زمزم .فنزع منها دلوا فشرب منه وصبّ باقيه على رأسه وثيابه ،ثم خرج فمر بعبد الرحمن بن أبي بكرا لصديق خلف المقام في حلقة ،فنظر إليه محدقا ، فقال له عبدالرحمن :مانظرك إلي ؟فوالله لأبي خير من أبيك وأمي خير من أمك ( زيادة عن أخبار مكه للأزرقي ج1 ص 271 (هامش إتحاف الورى ج2 2ض 38)فلم يجيبه بشيء ومضى حتى دخل دار الندوة ،فلما جلس في مجلسه قال : عجلوا على عبدالرحمن بن أبي بكر ، فقد رأيته لف المقام ، فأدخل عليه فقال : مرحبا بابن الشيخ الصالح ، قد علمت أن الذي خرج منك آنفا لجفائنا بك وذلك لنأي ( بعد ) دارنا عن دارك ،فأرفع حوائجك . فقال: علي من الدّين كذا وأحتاج إلى كذا وأجزلي كذا ،واقطعني كذا ،فقال معاوية رضي الله عنه :قد قضيت حوائجك كلها . فقال : وصلتك رحم ياأمير المؤمنين ،إ، كنت لأبرنا بنا ، وأوصلنا لنا ( إتحاف الورى ج2 ص 37وما بعدها ) ولم يرد ذكر عمرو بن سعيد ألأشدق أنه حجّ بالناس خلال الفترة الواقعة بين 53هـ -61 ه ـووردت عدة أخبار عن حج والده سعيد بن العاص سنة ثلاث وخمسين ، وكذلك أربع وخمسين وعتبة بن أبي سفيان سنة خمس وخمسين ولم يذكره زمباور فيمن ولي مكة من الأمراء ( معجم زامباور ص 27 ) وقد وردت عدة إشارات تفيد أن عمروبن سعيد الأشدق عندما كان واليا على المدينة في بداية تمرد عبدالله بن الزبير قاد عملية تصفين ابن الزبير وذلك حين ولّى شقيقه عمرو بن الزبير شرطة المدينة ،ثم ذهب فيما بعد لقيادة عملية تصفية شقيقة عبدالله بن الزبير في مكة ( تاريخ ال طبري ج6 ص 192 وإتحاف الورى ج2 ص49) حيث كانت نهايته هناك عندما ألقي القبض عليه ولاقى أشد العذاب من قبل الناس نظرا لما فعله بمكة من مظالم ( نفس المصادر السابقه ) وذكر أن عمرو بن سعيد نفسه : حجّ بالناس في سنة ستين ،حيث ورد أنه عامل المدنية ومكة وورد أن الذي حج في تلك السنة شقيقة يحي بن سعيدنيابة عن أخيه عمرو وورد أن عمرو بن سعيد كان على مكة في سنة إحدى وستين ، وهو أشد شيء على ابن الزبير ، ومع ذلك يداري ويرفق وقد اشار بعض مستشاري يزيد بأن عمرو بن سعيد الأشدق لو أراد القبض على إبن الزبير لقبض عليه ، وحيث عزله زياد إثر ذلك , وعين بدلا عنه الوليد بن عتبة بن أبي سفيان وقد ذهب فيما بعد إلى الشام حيث قابل يزيدا ، وأعلمه ماكان فيه من مكايدة ابن ا لزبير ،فعذره وعلم صدقه ( إتحاف الورى ج2 ص 56 والكامل في التاريخ ج4 ص 44 وقد تزوج رملة بنت أبي سفيان وقتل عنها ولم تلد له ( المحبر ص 104 ) وتد ترك العديد من الأولاد :أمية وبه كان يكنى ، وسعيد ، وإسماعيل ومحمد ، وأم كلثوم (نسب قريش ص 182 ) - أهـ -
27- الوليد بن عتبة بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب القرشي .

أمير مكة والمدينة ( العقد الثمين ج7 ص 391 )

كان أميرا على المدينة وكانت مكة تتبع المدينة ،فقد حج بالناس في سنة سبع وخمسين وثمان وخمسين (ورد في المحبر حج سنة 55 ،56 ،57 ص 20 ،وعند الطبري ج5 ص 301 حج سنة 55، و58 ) كان أمير على المدينة ( إتحاف الورى بأخبار أم القرى ج2 ص 42 ) وظل على المدينة حتى وفاة معاوية بن أبي سفيان حيث ذكر أنه وجه معقل بن سنان إلى هشام بيعة يزيد بن معاوية ، وقد صلى على أبي هريرة رضي الله عنه عند وفاته ، وأخبر معاوية بوفاته فكتب إليه : إدفع إلى ورثته عشرة آلا ف درهم ، وأحسن جوارهم فإنه من نصر عثمان ، وأنه كان معه في الدار رحمه الله ( الطبقات لابن سعد ج4 ص 283-339-240 ) وقد أوصى معاوية قبل وفاته أن يصلى عليه الوليد بن عتبة ، فلما مات صلى عليه الوليد وصلى بالناس الضحاك بن قيس ( الطبقات لابن سعد ج5 ص 39 ) وكان قد طلب فدك ( قرية بالحجاز وبينها وبين المدينة يومان وخبرها طويل : معجم البلدان ج2 ص238 ) من معاوية وأبى أن يعطيها إياه ( الطبقات لابن سعد ج5 ص 388) وقد عزله يزيد بن معاوية عن مكة وعين بدلا منه عمرو بن سعيد الأشدق وذلك لأن ابن الزبير ذمّه وقال : إنه رجل أخرق ولايتجه لرشد ، ولايعي لفطنة الحليم ، فلو أرسلت رجلا سهلا لين الكف ، رجوت أن تسهل من الأمر ما أتوعر وذلك في سنة اثنتين وستين ، وقد حجّ بالناس عمرو بن سعيد في تلك السنة (تاريخ الطبري ج5 ص399، غاية المرام في أخبار سلطنة البلد الحرام ج1 ص 122 وقد ورد خلاف لك في إتحاف الورى ج 2 ص 56 بأن السبب : ان بعض مستشاري يزيد ذكروا له مداراة عمرو بن سعيد لإبن ا لزبير . )ولا نعرف متى عين الوليد عتبة على مكه ، ولكن على الأرجح كان ذلك بعد موت معاوية ، وأخذ البعة ليزيد لمواجهة ابن الزبير والمعارضة الجديده لولاية يزيد .

وقد أعيدإلى المدينة من قبل يزيد بعد عزله عن مكه . وعزل عمرو بن سعيد عن المدينة سنة إحدى وستين ( تاريخ الطبري ج5 ص 474 ) وكان ذلك سبب أزمة ابن الزبير ، وقد حجّ بالناس فيهذه السنة والتي تلتها ( تاريخ الطبيري ج5 ص 479وما بعدها ) وقد صلى على أم سلمة زوجة الرسول صلى الله عليه وسلم في سنة إحدى وستين ، حيث كان الوالي على المدينة ودفنت بالبقيع ( تاريخ الطبري ج5 ص 343) ومن أخباره أيضا : عندما جاءأمريزيد بولاية الحجاز : أخذ الوليد بن عتبة غلمان عمرو بن سعيد الأشدق ومواليه وحبسهم ،فكلمه عمرو في تخليتهم وأبى ،فسار عن المدينة ليلتين وأرسل إلى غلمانه بعدتهم من الإبل فكسر وا الحبس ، وركبوا فلحقوه عند وصلوه إلى الشام ،فدخل على يزيد وأعلمه ما كان فيه من مكايدة ابن الزبير ، فعذره وعلم صدقه ( إتحاف الورى ج2 ص 56، والكامل في التاريخ ج4 ص 44 ) وأقام الوليد يريد غّرة ابن الزبير فلا يجده إلا متحرزا ممتنعا ( إتحاف الورى ج2 ص 56 والكامل في التاريخ ج7 ص 44 ) وأقام الحج في هذه النسة ( سنة إثنين وستين ) وأفاض من عرفة ومعه سائر الناس وابن الزبير واقف واصحابه ( إتحاف الورى ج2 ص 56 ) وورد في سيرة إبن إسحاق : أنه كان بين الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما ،وبين الوليد بن عتبة بن أبي سفيان ، والوليد يومئذ على المدينة أمّره عليها عمه معاوية بن أبي سفيان ....منازعة في مال كان بينهما بذي المروة ( قرية بوادي القرى ) فكان الوليد تحامل على الحسين رضي الله عنه في حقه لسلطانه ،فقال له الحسين : احلف بالله لتنصفني من حقي أولا أو لآخذ ن سيفي ، ثم لأقومن في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ،ثم لأدعون بحلف الفضول ...فلما بلغ ذلك الوليد بن عتبة أنصف الحسين من حقه حتى رضي ( سيرة ابن هشام ص 134-135) ويذكر مصعب الزبيري عنه : كان الوليد بن عتبة رجل بني عتبة ولاه معاوية المدينة وكان حليما ، وتوفى معاويه ،قدم عليه رسول يزيد ، فأمره أن يأخذ البيعة على الحسين بن علي وعلى عبدالله بن الزبير ، فارسل إليهما ليلا حين قدم الرسول ، ولم يظهر عند الناس موت معاوية فقالا : (نصبح ويجتمع الناس فنكون منهم )فقال مروان :إن خرجا من عندك لم ترهما ) فنازعه ابن الزبير لكلام تغالظا ، حتى قام كل واحد منهما من صاحبه ، فتناجيا فقام الوليد فحجز بينهما حتى خلّص كل واحد مهما من صاحبه ، فأخذ عبدالله بن الزبير بيد الحسين بن علي وقال : ( انطلق بنا )فقاما ، وجعل ابن الزبير يتمثل قول الشاعر :


لاتحسبني يا مسافر شحمة = تعجلنا من جانب القدر جائع

فأقبل مروان على الوليد يلومه ويقول : لاتراهما أبدا ،فقال له الوليد : لأعلم ما تريد ماكنت لأسفك دماءهما ، ولاأقطع أرحامهما (نسب قريش ص 133) وقد جزم الذهبي في العبر بوفاته :سنة أربع وستين مطعونا ، وكان جوادا ممدحا ( العبر للذهبي ج1 ص 07 ويعتقد أنه قتل بعد وفاة يزيد بن معاوية ومحاولة الضحاك بن قيس الاستيلاءعلى السلطة حيث كان يهوى هوى ابن الزبير ، وقد شتم ابن الزبير مما حدابالضحاك بحبسه ومعه جماعة .. ويعتقد أنه توفى في تلك الأزمة سنة أربع وستين (تاريخ الطبري ج5 ص 532 533 )وأولاده :عثمان ، ومحمد وهند ( نسب قريش ص 133) وكانت زوجته لبابه بنت عبيدالله بن العباس بن عبدالمطلب تحت العباس بن علي بن أبي طالب ثم خلف عليها الوليد بن عتبة بن أبي سفيان ،ثم زيد بن حسن بن علي بن أبي طالب ( المحبر ص 441)أهـ -

28- من أمراء مكه -عثمان بن محمد بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف الأموي ( العقد الثمين ج6 ص 37 )

أمه أم عثمان بنت أسيد بن الأخنس بن شريق وله ولد إسمه محمد ،أمه عاتكة بنت عنبسة بن أبي سفيان ( غاية المرام ج1 ص 122 ، العقد الثمين ج6 ص 37 )

ولاه يزيد بن معاوية مكة بعد الوليد بن عتبة ، لأن ابن الزبير كتب إليه يذم الوليد ويقول عنه : إنه رجل أخرق ولايتجه لرشد ، ولايرعوي لعظة الحلم فلو أرسلت رجلا سهلا ، لين الكف رجوت أن يتسهل من الأمر ما ستوفر ، وذكر أن ذلك في سنة اثنتين وستين وقد حج الوليد بالناس تلك السنة (غاية المرام ج1 ص 122 ، العقد الثمين ج6 ص 37 ،تاريخ الطبري ج5 ص 479 )وعند الطبري حجّ عثمان بالناس سنة تسع وخمسين ( تاريخ الطبري ج 5 ص 321 )

وقد عزله يزيد بن أبي سفيان بسب عدم قدرته على مواجهة التطورات وورد خبره في الطبقات لابن سعد وولى (يعني معاوية بن أبي سفيان )الوليد بن عتبة بن أبي سفيان لم يزل على المدينة حتى مات معاوية ، ومروان يومئذ معزول عن المدينة ،ثم ولاه يزيد بعد الوليد بن عتبة المدينة عثمان بن محمد بن أبي سفيان ، فلما وثب أهل المدينة أيام الحرّة ( الوقعة المشهوره) أخرجوا عثمان بن محمد وبني أمية من المدينة فأجلوهم عنها إلى الشام وفيهم مروان بن الحكم وأخذوا عليه الإيمان ألأّ يرجعوا إليهم ، وإن قدروا ( الطبقات لابن سعد ج5 ص38 ، تاريخ الطبري ج5 ص 482 ) والخبر طويل ، وورد نفس الخبرفي الطبقات بأنه أخرج من المدينة مع الأمويين ( الطبقات لابن سعد ج5 ص 225) وللمذكورخبر طويل في الأغاني ولكنه يتعلق بولايته على المدينة وخروجه منها مع الأمويين ولا يتطرق الخبر إلى إمارته لمكة

والمصدرالوحيد الذي أنفرد بولايته لمكه هوابن جرير الطبري الذي أشارإليه( العقد الثمين ج6 ص 37 ، وتاريخ الطبري ج5 ص 479) وفي المحبّر أنه ولي الحج سنة ثمان وخمسين ( المحبر ص 21) وقد تزوج أم عثمان بنت يزيد بن معاوية بن أبي سفيان (المحبّر ص 58) أهـ -

29- الحارث بن خالد بن العاص بن أبي سفيان صخربن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف الأموي .

أمير مكه ( العقد الثمين ج4 ص 8 )

أمه فاطمة بنت أبي سعيد بن الارث بن هشام ، وكان الارث شاعرا كثير الشعر ( نسب قريش ص 313 )

لما عزل يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الوليد بن عتبة بن أبي سفيان عن مكة، ولاّها الحارث بن خالد ، ثم عزله ، وولى عبدالرحمن بن زيد بن الخطاب (سنة ثلاث وستين ) ثم عزل عبدالرحمن ، وأعاد الحارث ، فمنعه ابن الزبير الصلاة ،فصلى بالناس مصعب بن الزبير وابن عبدالرحمن بن عوف ( نفس المصدرالسابق )بعد أن منعه ابن الزبير كان يصلي في جوف داره بمواليه ومن أطاعه من أهله وقد عزله يزيد إثر ذلك ( إتحاف الورى ج2 ص 58 ، غاية المرام ج1 ص 127 ) وقد ولاه عبدالملك بن مروان مكة ، ثم عزله ، فقدم عليه دمشق فلم يرى عنده مايحي ،فأنصرف عنه وقال في ذلك شعرا .

-----------------------


صحبتك إذ عيني عليها غشاوة = فلما انجلت قطّعت نفسي ألومها

ومابي وإن أقصيتني في ضراعة = ولاأفتقرت نفسي على من يضيمها

عطفت عليك النفس حتى كأنما = بكفيك بؤسي أو عليك نعيمها

وأنشد عبدالملك الشعر ،فأرسل إليه من رده من طريق ،فلما دخل عليه ،

ياحارث ، أخبرني عنك هل رأيت عليك في المقام ببابي غضاضة ؟ وفي قصدي دناءة ؟: قال :لا والله يا امير المؤمنين قال : فما حملك على ما قلت وفعلت ( يعني أبيات الشعر السابقه ) .قال : جفوت ظهرت لي كنت حقيقيا بغيرها .قال: فأختر ،إن شئت أعطيتك مائة ألف درهم ، أوقضيت دينك ، أو وليتك مكة سنة ،فولاه إياها ( غاية المرام جذ ص 127 )

وفي رواية \"حج عبدالملك بن مروان ولحقه إلى الشام ليطالبه في دين عليه وذلك في سنة 75 هـ( نفس المصدر السابق ) ولقد كانت بنو مخزوم كلهم زبيرية (أي يؤيدون ابن الزبير ) سوى الارث بن خالد فإنه كان مروانيا .

وكان يحب ويهوى عائشة بنت طلحة بنت عبيدالله قدمت مكة معتمرة ،وقد أرسلت إليه أن يؤخر الصلاة حتى تفرغ من طوافها عند الكعبة ، فأمر المؤذنين ،فأخروا إقامة الصلاة ، حتى فرغت من الطواف وجعل الناس يصيحون به . قلا والله ما قام إلى الصلاة حتى فرغت ، فأنكر ذلك أهل ا لموسم ،فبلغ ذلك عبدالملك ، فعزله ، وكتب إليه يؤنبه فيما فعل ، فقال : ما أهون غضبه إذا رضيت عائشة .والله لو لم تفرغ من طوافها إلى الليل لأخرت الصلاة إلى الليل ( غاية المرام ج1 ص 127 )

وقد كان شاعرايروى عنه :


لمن الديار رسومها قفر = لعبت بها الأرواح والقطر

ومن غزله :يأم عمران مازالت ومابرحت = بنا الصبابة حتى مسنا الشّفق

القلب تاق إليكم كي يلاقيكم = كما يتوق إلى منجاته العرق


تعطيك شيئا قليلا وهي خائفة = كما يمس بظهر الحية القرق ( الأغاني ج3 ص 330 ،وغاية المرام ج1 ص 130)ويروى عنه أنه عندما قدم دمشق خطب عمرة بنت النعمان بن بشير الأنصاريه ،فقالت :


كهول دمشق وشبانها = أحب إليّ من الجالية
لهم زفركصنان التيو س= أغنةعن المسك والغالية

( تقصد أهل الحجازز كانوا يجلون عن بلادهم .



فقال لها الارث :


ساكنات العقيق أشهى إلى النفس = من الساكنات دور دمشق

يتضوعن إن تطيبن بالمسك صنانا كأنه ريح مرق
( الموضع الذي فيه الدباغ )

ومن فخره :

من كان يسأل عنا أين منزلنا = فالأقحوانة منا منزل قمن ( منزل في مكة في حي الششة والروضة في مكة في تلك الأيام )

إذ نلبس العيش غضا لايكدره = قول الوشاة ولاينبو بنا الزمن

إذا الحجاز خوى ممانسر به = والحج داج به مغرورق ثكن

(والج داج( يعني مشي رويدا )، مغرورق ممتلء بالدموع ، ثكن ( آي جماعات )

وتذكر بعض االروايات أنه شارك مع الحجاج في حصارعبدالله بن الزبير كما ذكرذلك ابن الزبير حيث كلفه بقتال من يهرب من جماعة عبدالله بن الزبير إلى منى (تاريخ الطبري ج1 ص 207، وغاية المرام ج1 ص 134)

وأنه كتب إلى عبدالملك بن مروان يخبره خبر سيل الجحاف ،ففزع الخليفة لذلك وبعث بمال عظيم ،وكتب إلى عامله بمكة عبدالله بن سفيان المخزومي ،ويقال بل كان عامله الحارث بن خالد المخزومي ، فأمره بعمل ضفائر للدورالشارعه على الوادي ،وكان سيل الجحاف سنة ثمانين ( أخبار مكه للأزرقي ج2 ص 168 ، وغاية المرام ج1 ص 135 . ولكن هذه الرواية بحاجة إلى تدقيق \"

ولعل ما ورد عند الطبري يوضح شخصية المذكور وبعد نظره وحكمته لما قدمت كتب أهل العراق على الحسين (بن علي ) وتهيأ للمسير إلى العراق أتاه عمر بن عبدالرحمن بن الارث بن هشام المخزومي بمكة قبل ذهابه إلى العراق ونصحه قائلا : إنه قد بلغني أنك تريد المسير إلى العراق ، وإني مشفق عليك في مسيرك ، إنك تأتي بلد ا فيه عماله وأمراؤه ، ومعهم بيوت الأموال وإنما الناس عبيد الدرهم والدنيا ، ولاآمن عليك أن يقاتلك من وعدك نصره ... ولكن الحسين شكر له نصحه وصمم على المسير للعراق كما هو معلوم .وذهب عمر بن عبدالرحمن .. إلى الارث بن خالد بن العاص بن هشام فذكر له نصحه للحسين ،فقال :نصحته ورب المروة الشهباء ، أما و ربّ البنية إن الرأي لما رأيته ، قبله أو تركه ،ثم قال :

رب مستنصح يغش ويردى =وظنين بالغيب يلفى نصيحا (تاريخ الطبري ج5 ص 382) أهـ - مشهور

30- عبدالرحمن بن يزيد بن عمر بن الخطاب بن نفل العدوي ابن أخي عمر بن الخطاب .

أمير مكة ( العقد الثمين ج5 ص 352 )

وأمه لبابة بنت أبي لبابه بن عبدالمنذر الأنصاري، من بني عمرو بن عوف ( العقد الثمين ج5 ص 352 ،وغاية المرام ج1 ص 136 ) وزعموا أنه أطول الرجال وأتمهم ، وكان شبيها بأبيه ، وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا نظر إليه قال :

أخوكم غير اشيب قد أتاكم = بحمدالله عاد له الشباب ( غاية المرام ج1 ص 136)

وروي عنه : أنه عندما ولد ، أخذه جده أبو لبابة بن عبدالمنذر الأنصاري في ليفة ،فجاء به النبي صلى الله عليه وسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ماهذا معك يا أبا لبابة ؟ قال :ابن بنتي يارسول الله مارأيت مولود أصغر منه خلقه ، فحنكه رسول الله صلى الله عليه وسلم ومسح على رأسه ودعا له بالبركة ، فما رئي عبدالرحمن بن زيد مع قوم في وصف إلا فرعهم طولا ( العقد الثمين ج5 ص 353 وغاية المرامج1 ص 136 ) وكان عمره ست سنوات عند وفاة النبي صلى الله عليه وسلم .

وقد زوجه عمر بن الخطاب رضي الله عنه ابنته فاطمة ، فولدت له عبدالله بن عبدالرحمن ( غاية المرام ج1 ص137) ولي إمرة مكه بأمر من يزيد سنة ثلاثة وستين ، بعد عزل الحارث بن خالد بن العاص ،فأقام الحج فيها عبدالله بن الزبير ، ويقال : اصطلح الناس على عبدالرحمن بن زيد فصلى بالناس ،وقال : لم يحج الأمير ، ثم عزل عبدالرحمن ، وأعاد الحارث (تاريخ خليفة بن خياط ج1 ص 314 )

وأخبار والده مبثوثه في( ا لطبقات لإبن سعد ص 5 ص 308 ، ج3 ص 376) غاية المرام ج1ص 137) ويعتبر من أسلاف رسول الله صلى الله عليه وسلم من قبل حفصة بنت عمر ، كانت عنده فاطمة بنت عمر أخت حفصة لأبيها ،فولدت له عبدالله وبنتا (المحبر ص 101 ) أ هـ -




31- يحي بن حكيم بن صفوان بن أميه بن خلف بن جمح القرشي الجمحي .

أمير مكه ( العقد الثمين ج7 ،ص434 )

ولاه يزيد بن معاويه بن أبي سفيان بدلا من عثمان بن محمد بن أبي سفيان ،فأقام أياما لم يتعرض لإبن الزبير ، وقد كان سبب عزله أن الحارث بن خالد بن العاص كان مقيما بمكة ،ويبدو أنه كان يراقب الأحداث وابلغ يزيدا بمداهمة يحي بن حكيم لابن الزبير حيث أدى به إلى العزل ، وولى محله الحارث بن خالد بن العاص (نسب قريش ص 390 ، إتحاف الورى ج2 ص 58 ، غاية المرام ج1 ص 138 -139 )

والشيء الذي يمكن أن نشك فيه أن ولاية يحي لمكة كانت لأيام ، غير كافيه للحكم على مايرغب وينوي القيام به من إجراءت ضد ابن الزبير ، كما أن وسيلة الاتصال لم تكن بهذه السرعه لتصل إلى يزيد فيعين ويعزل خلال أيام ،وربما كانت الفترة عدةأشهر وأن ماكتبه خالد بن العاص ليزيد كان مقنعا ومعللا ، وقد انقرض ولد يحي بن حكيم ( نسب قريش ص 390) ووصف بأنه من ثقات رجال الحديث (تهذيب التهذيب ج11 ص 198، الأعلام ج8 ص 143) ولم يذكره زمباور فيمن ولي مكة في معجمه ( معجم الأسرات الإسلاميه الحاكمه ص27) أهـ -
32- عبدالله بن الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب القرشي الأسدي ، أ مه أسماء بنت أبي بكر ذات النطاقين . أبو بكر وأبو خبيب المدني المكي ،

أمير مكة ( العقد الثمين ج5 ص 141 ، غاية المرام ج1 ص 140)

ولد بالمدينة في السنة الثانية من الهجرة ، وهو أول مولود ولد بها من قريش ( غاية المرام ج1140 ) ووالده عم الرسول صلى الله عليه وسلم ( سيرة ابن هشام ج1 ص 108)

لما مات معاوية بن أبي سفيان طلب للبيعة يزيد بن معاوية ، فأحتال حتى صار إلى مكة ، وصار يطعن علي يزيد بن معاوية ، ويدعو الناس على نفسه سرا ، فجهز إليه عمرو بن سعيد بن العاص المعروف بالأشدق والي المدينة جيشا منها ،فيه عمرو بن الزبير شقيقه لقتاله بمكة ، لما بين عمرو وعبدالله من العدواة ، وفي الجيش أنيس بن عمرو الأسلمي ، وقد أرسل عمرو لأخيه عبدالله بن الزبير : تعال حتى أجعل في عنقك جامعة من فضة لتبر قسم يزيد ، فإنه حلف ألا يقبل بيعتك إلا أن يؤتى بك إلية جامعة . فأبى عبدالله ذلك ، وأظهر له الطاعة ليزيد ، وخادع عمرا ، وكان يصلي وراءه مع الناس وأنفذ قوما قتال أنيس ،فلم يشعر بهم إلا وهم معه ،فألتقوا وقتل أنيس ، وبعث قوما لقتال عمرو بن الزبير ، فأنهزم أصحابه ، وأتي به لعبدالله شقيقه ، فأقاد منه جماعة بنتف لحيته وضربه ، لأنه كان فعل بهم ذلك في المدينة ( العقد الثمين ج5 ص 141 ، غاية المرام ج1 ص 141. ) وأقام عبدالله بمكة يظهر الطاعة ليزيد ,ويوءلب الناس عليه بمكة والمدينة ، حتى طرد أهل المدينة عامل يزيد عليها مع بني أمية ، إلا ولد عثمان بن عفان رضي الله عنه . وخلعوا يزيد ، فغضب لذلك يزيد ( نفس ا لمصدر السابق في غاية المراخ والصفحه التي بعدها ، وقد بعث يزيد جيشا قوامه اثنا عشر ألفا بقيادة مسلم بن عقبة ألمري ، وقال له : أدع لها فإن أجابوك وإلا فقاتلهم ،فإذا زهرت عليهم فأبحها ثلاث ا، ثم أكفف عن الناس ، وأمره بالمسير بعد ذلك لابن الزبير في مكة ، وإنه حدث به أمر فليستخلف الحصين بن نمير السكوني ، فسار بهم فلما وصل بهم إلى المدينة فعل فيها أفعالا قبيحة ،من القتل والسبي ولنهب ... وهذه تدعى وقعة الحرّة( العقد الثمين ج5 2 141 وغاية المرام ج1 ص141 ÷ والحرة بالمدينة المدينة المنورة )

وكانت وقعمة الحرّة قد حدثت في سنة ثلاثة وستين للهجرة وأثناء استمعداد مسلم بن عقبة المري توفة في طريقة إلى مكة ، وقد أستدعى الحصين بن نمير وقال له :ياابن رذعة الحمار ، لو كان الأمر إلىّ ماوليتك ه1ا الجندولك أمير المؤمنين نلاّك خذ عني أربعا : أسرع المسير ، وعجل المناجز ، ولاتمكن قريشا من أذنك ( وعمّ الأخبار ) عم الأخبار أجعلها سرية وغير معروفة للناس ، مثل الأمر ( المشفر ) في عصرنا الحاضر ) إنما الوفاق ثم النفاق ( ووردت في إتحاف الورى ولا تمكن قريشا من أذنك فتبول فيها إنما هو الثقاف ثم الإنصراف ) غاية المرام ج1 ص 142 )وقد حاصر الحصين بن نمير مكة ، بعد أن بايعم أهل الحجاز مكه ابن الزبير ، ولحق به المنهزمون من المدينة ونجده بعض الخوارج ،إلا أن جند الشام حاصروا بن الزبير في الحرم ، وقصفت مكة بالمنجنيق من على ظهر جبلقبيس والحمر حتى نزلت صواع من السماء أحرقت المنجنيقات وتم تجديدها ، عدا وصل نعي يزيدبن أبي سفيان سنة أربع وستين للهجرة ( تاريخ الطبري ج5 أحداث تلك السنوات ، غاية المرام ج1 ص 145 ) وقد أرسل ابن الزبير بعضرجال قريش فاوضصوا الحصين لوقف القتال ريثما نتنجلي المور عن خليفة يزيد وظلوا يلاطفونه ولايلاينونه حتى قال : تعال نبايمعك ،ثم اخرج معي إلى الشام فإن الجند الذي معي هم وجوه أهل الشام وفرسانهم ... ولكن ابن الزبير رفض ذلك طالبا منع المبايعمة له فيالشام دون مغادرة مكه ، ولكنه أبي ، وقد ندم ابن الزبير بد ذلك لأنه لم يسر حسب ري الحصين ( تاريخ الطبري ج5 أحداث تلك السنوات ، غاية المرام ج1 ص 145) وبعد مغادرة الحصين مكه ،بايعت المدينة ، والحجاز ، واليمن ، والبصرة ، والكوفة ، وخراسان ، ومصر ، وأكثر بلاد الشام لابن الزبير ، وقد أوشك مروان بن الحكم على المبايعة، لولا رأي عبيدالله بن زياد بن أبيه ،الذي قدم إلى أرض الجابيه منهزما من العراق،حيث أقنعه بتولي الخلافة ، ثم حاربوا الضحكاك بن قيسالذي طلب الخلافة لنفسه وبايع ابن الزبير ، وقد قتل الضحاك في معركة مرج راهط شرق غوطه دمشق ، واستولى مروان علة الشام ، ثم سار إملى مصر فملكها ، ومهد قواعدها في سنة خمس وستين للهجرة ، ثم عاد لدمشق ، ومات في رمضان سنة خمس وستين ، وقد عهد بالأمر لإبنه عبدالملك ، وصار الخليفة بالشام ومصر ، وابن الزبير الخليفة بالحجاز .

وبعد ذلك سار عبدالملك إلى العراق فتال مصعب بن الزبير سن اثنتين وسبعين من الهجرة ، وقد دارت الدائرة على جيش مصعب لما وعد بن عبدالملك جنوده وقواد من أماني وقد قتل فيهذه المعركه ومعه أولاده عيسى وعروةى وإبراهيم ( تاريخ الطبري ج5 ص 496 ومابعدها ، العقد الثمين ج5 ص 141 )

وأرسل الحجاج بن يوسف الثقفي الذي حقق انتصارات مهمة على ابن الزبير في حينه وقد حج الحجاج إلا أنه لم يطف بالكعبة ، لأن ابن الزبير منعه من ذلك ، وكذلك لم يسع بين الصفا والمروة ( نفس المصدر ) وقد توسط عبدالله بن عمر الحجاج ليكف عن رمي الكعبة والحرم بالمنجنيق حتى ينتهي الحج وقد امتثل الحجاج لهذه الوساطه . وقد أعاد الكرة بالهجوم بالمنجنيق ، وجاءت عدة صواعق قتلت بعض أفراده ، وخاف جند الشام من العقاب الإلهي ، ولكن لحجاج أفنعهم بأنه ابن تهامة وهذا الصواعق شيء متعارف عليه ، وأثبتت الأحداث صحة رآي الحجاج ،وظل الحجاج محاصرا بان الزبير حتة ارتفعت الأسعار ، وتفرق الناس عنه ، ذاهبين للحجاج يطلبون منه الأمان، وازدادت الضغوط على ابن الزبير حتى أبواب الحرم امتلكها جند الحجاج ، وظل الحصار سبعة أشهر ،حيث قتل ابن الزبير في إحدى المعارك في شوارع مكة بالحجون ، وحزّ رأسه وارسل إلأى عبدالملك بن مروان ، وصلبت جثته منكة ، ومنع تكفينه ودفنه ، ووكل بذلك بعض الحرص لتنفيذ أمره ( تاريخ الطبري ج5 أحداث تلك السنوات ، غاية المرام ج1 ص 150 وما بعدها ) وبذلك أنطوت فترة عصيبة من فترات التاريخ الإسلامي .ومن أخبار عبادته : أهه كان قسم الدهر ثلاث ليالي :ليه يصلي قائما إلى الصباح ، وليلة راطعا إلى الصباح ، وليلة ساجدا إلى الصباح ( نفس المصدر السابق ) وقد شارك في غزو أفريقيه مع القائد الإسلامي عبدالله بن أبي سرح وله وقفات مشهورة وقد كان من نسّاخ القرآن الكريم في زمن الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه ومن الخطباء المشهورين في الإسلام ، وقد أشتهر بالشجاعة والعبادة ، والبلاغة ويروى عنه وهو صغير أنه مرّ به الخليفة عمر ومعه بعض الصبيان يلعبون ، ففّر الصبياه ووقف فقال هله :مالك لاتفر مع أصحابك فقال له : لم أجرم فأخاف ، ولم تكن الطريق ضيقة فأوسع لك ، وقد حنكه رسول الله صلى الله عليه وآل هوسلم بعد ولادته ،وكان ريق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أول شيء دخل بطنه ، ( نفس المصدر السابق ) وقد قتل وسنّه ثلاث وسبعون سنة.وقد شهد وقعة اليرموك مع والده الزبير . ومعروف عنه أنه أعتزل القتال بين علي رضي الله عنه ومعاوية في صفين ، وكان قد بايع معاوية بعد مقتل علي رشي الله عنه ، ولكنه أدعى الخلافة بعد وفاة ممعاوية ، ومن أعماله هدم الكعبة وإعادة بنائها ، وأخبار ذلك مبثوثه بالكتب ( أخبار الأزرقي ج1 ص 207) وفي سنة ثمان وستين : وافى عرفات أربعة ألوية ، لواءلابن محمد بن الحنفيه وأصحابه ، ولواء لبني أميه ، ولواء لنجدة الحروري ، ولواء لابن الزبير ، ولم يجر بينهم حرب ولافتنه ، وقد صلى كل واحد منهم بأصحابه ( إتحاف الورى ج2 ص 84 ) وورد عنه في سنة ثلاث وسبعين عن حال مكة : فيها غلت الأسعار عند ابن الزبير ، واصاب الناس مجاعة شديدة حتى ذبح ابن الزبير فرسه وقسم لحمه بين أصحابه ، وبيعت الدجاجة بعشرة دراهم ،والمد الذرة بعشرين درهما ، وإن بيوت ابن الزبير لمملؤة قمحا وشعيرا وذرة وتمرا .... وقد تفرق الناس عنه ، وكان ممن فارقه أبناه حمةوخبيب أخذا لأنفسهما الأمان ، فقالعبدالله لابنه الزبير : خذ لنفسك أمانا كما فعل أخواك ، فوالله إني لأحب بقائكم ،فقال: ما كنت لأرغب بنفسي عنك ، فصبر معه فقتل ( اتحاف الورى ج2 ص 96 ) وورد أن أسماء بنت أبي بكر قالت للحجاج عندما قدم إليها بعد قتل عبداللله بن الزبير : أفسدت عليه دنياه ،وأفصد عليك آخرتك ، وقد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم :أن في ثقيف كذابا ومبيرا ،فأما الكذاب فرأيناه ، وأما المبير فلا أخالك إلا أياه \" (نفس المصدرا لسابق ) أنتهى

33 الحارث بن حاطب بن الحارث بن معمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح القرشي الجمحي المكي .

أمير مكه ( العقد الثمين ج4 ص5 ، غاية المرام ج1 ص 176 ) وأمه أم جميل بنت المجلل بن عبد ود بن نصر بن مالك بن جسـل (في الطبقات ورد إسمها قاطمة بنت المحلل بن عبدالله بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامربن لؤي (ج4 ص 201 ،نسب قريش ص 359 ) والده من الذين هاجروا إلى الحبشة في بداية الدعوة الإسلاميه ومعه ابناه محمد والحارث ، ومعه امرأته فاطمة بنت المجلّل ،هلك هناك حاطب مسلما ، فقدمت امرأته وابناه وهي أمها في إحدى السفينتين سنة سبع من الهجرة (سيرة ابن هشام ج2 ص 364 ، والطبقات ج4 ص 201 ) وكان لحاطب من الولد أيظا عبدالله وأمه جهيرة وأن ( ثعلبة والحارث ابناء حاطب من أهل بدر ( سيرة ابن هشام ج1 ص 522) ورد أن ابن الزبير استعمله على مكة سنة ست وستين ( تهذيب الكمال ج1 ص213 ،غاية المرام ج1 ص )176 ، وقد ورد عند الطبري (ج6 ص 08 )أن عبد الله بن الزبير حج بالناس في هذه السنة وهذا يعزز هذه الرواية بأنه ولى الحارث بن حاطب وقد نفى العديد من الرواة هذا الكلام ،إلا أن من الثابت أن مروان بن الحكم أستعمله على المدينة ( غاية المرام ج1ص 176 وما بعدها ) وكان يلي المساعي في أيام مروان بن الحكم سعى الحارث على عمرو وحنظلة ... وقد أنقرض ولد الحارث بن حاطب بن الحارث بن معمر ( نسب قريش ص 395 -396)وقد استعمله الرسول صلى الله عليه وسلم قبيل وقعة بدر ،بأن ردّه من الرّوحاء ( الّروحاء :مكان بين مكةوالمدينة وخبرها طويل معجم البدان ج3ص 76 ) إلى بني عمرو بن عوف لشيء بلغه عنهم ( تاريخ الطبري ج2 ص478)أ هـ



34- الحجاج بن يوسف بن الحكم بن أبي عقيل بن مصعود بن عامر بن معتّب بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن قسّ ،وهو ثقيف ، الثقفي الطائفي .

وإسمه كليب أبو محمد ،أمير الحرمين ،والحجاز والعراق ( العقد الثمين ج4 ص 54 ، غاية المرام ج1 ص 180) وقد ذكر المسعودي : أنه ولد مشهوها ،لا دبر له فثقب عن دبره ،وأنه لما ولد أبى أن يقبل ثدي أمه أو غيرها ، فأعياهم أمره ، فيقال : إ، الشيطان تصور لهم في صورة الحارث بن كلدة الطائفي حكيم العرب ، فقال ما خبركم ؟ فأخبروه ،فقال اذبحوا جديا أسود ،وأولغوه دمه ، ففعلوا به ذلك ثلاث مرات فصار لايصبر عن سفك الدماء ، وكان يخبر عن نفسه ، أن اكبر لذاته سفك الدماء ( مروج الذهب ج3 ص 132 ،غاية المرام ج1 ص 180 )

هذه الرواية تدل على مدى حقد المسعودي على الحجاج ومدى ضعف هذه الرواية أمام الطب الحديث . ومعلوماتنا الأوليه عن سنوات عمره المبكرةأنه كان معلما فيالطائف وكذلك كان أبوه ( المعارف لابن قتيبة ص 548 ، غاية المرام ج1 ص 180 ) ثم صار شرطيا لدي القائد روح بن زنباع ،حيث برز في وظيفته (العقد الفريد ج5 ص 14 ،غايةالمرام ج1 ص181)

وكان قد أختاره روح بن زنبعا لعبدالملك ،ثم شكاه فيما بعد لتصرفاته ،حيث أستدعاه عبدالملك بن مروان وسأله عن سبب ضربه الناس ، ..وقال له حكمته المشهورة : إنما يدي يدك وسوطي سوطك ..

ولكن الشيءالمؤطد أن الحجاجبرز في حربه مع عبدالله بن الزبير ،حيث كان يستنزف قوات ابن الزبير بإستدراجه إلى عرفات حيث كانت هذه المناوشات تعزز من قبل عسكر الحجاج وتضعف عسكر ابن الزبير ، وقصة قتله ابن الزبير معروفة بعد حصاره لمكة وضربه الكعبه بالمنجنيق (تاريخ الطبري ج6 ص 187 ، وما بعدها من أحداث بتصرف ، غاية المرام ج1 ص 183 وما بعدها )

وبعد مقتل ابن الزبير ، أعاد ماعدّل به ابن الزبير في بناء الكعبة ،وهدمه وبناها بناءجديدا ( تاريخ الطبريج6 ص187 وما بعدها ،غاية المرام ج1 ص183 وما بعدها ،

ثم عزله عبدالملك بن مروان عن الحجاز سنة خمس وسبعين للهجرة ،وأمره على العراق ، ولم يزل واليا عليها حتى توفى سنة خمس وتسعين للهجرة وعمره ثلاث وخمسون سنة ، في مدينة واسط . وفيات الأعيان ج2 ص 05 ،غاية المرام ج1 ص188 -189 .اننظرالدراسة القيمة التيكتبها إحسان صدقيالعمد بإشراف د.حسين مؤنسحول الحجاج ، ط دارالثقافة بيروت .

وسيرة الحجاج سيرة حافلة بالأخبارالمتناقضة ،فكلواحد من المؤرخين وكتابالسير كتب حسب هواه . ولكن الثابت أن الحجاج أفرز قادة عظاما مثل المهلببن أبيصفرة ،وقتيبة بن مسلم الباهلي ، ومحمد بن القاسم الثقفي فتحوا معظم الفتوحات الإسلاميه ،وأجرى عدة إصلاحات اقتصاديه وزراعيه وفكريه ، وكان شخصية ملأت التاريخ بالرجوله والشجاعة والإلتزام وإن الظرفالسياسي حتم عليه أخذ الناس بالشدة والعنف ولم يبن مجدا شخصيا بل بنى مجدا إسلاميا خالدا .

وسئل الخليفة عمربن عبدالعزيز عن الحجاج فقال: لو كان لي إيما كإيمان الحجاج الذي قال عندما حضرته الوفاة رباغفرلي،فإن الناس يزعمون أنك لاتغفرلي . فقد كان رجلا مفترى عليه ،وأخباره لايكفيها المجلدات من الكتب وسوف نذكر بعض الأحداثوالسير التي حدثت في عهده بمكة : ورد أن عبدالله بن عمر رضي الله عنه مات بمكة ،وصلى عليه الحجاج بن يوسف الثقفي، وقيل إن سبب موته أن الحجاج أمر بعض أصحابه فضرب ظهر قدمه بزج رمح مسموم ،فمات منها وعاده الحجاج في مرضه ،فقال:من فعل بك هذا ؟قال : أنت ،إنك أمرت بحملالسلاح في بلدلايحل حرمه فيه (إتحاف الورى ج2ص 102 ) وكانت سنة وفاته 74هـ،وليس في الرواية ما يدل على أن الحجاج وراءموته ، وقد تكون الحادثه مفتعلة ، وأن شخصا مثل الحجاج يعرف قيمة عبدالله بن عمر ، وليس أدل على ذلك أنه كان يعوده بمرضه.وقد بنى الحجاج الكعبة من جديد ،حسب ماكانت عليه أيام قريش ،وهدم مابناه عبدالله بن الزبير ...(نفس المصدر السابق ص 103 ) وقد حج الحجاج بالناس عدة سنوات ،حتى تم عزله عن ولاية الحجاز وتفرغه للعراق ، وذلك سنة 75 هـ وقد ذكرزامباور أن مدةولاية الحجاج لمكة من سنة 73 هـ- 80 هـ( معجم زمباور ص 27 ) وذكرالذهبي:وسمعوه (آي الحجاج ) يقول عند الموت :رب اغفرلي فإن الناس يزعمون أنك لاتغفرلي ،قال:وكان شجاعا مهيبا جباراعنيدا مخازيه كثيرة ،إلا أنه كان عالما فصيحا مفوها ،مجودا للقرآن (دولا لإسلام ج1 ص 65 ،غاية المرام ج1 ص 190 ) - أهـ




35 - عبدالرحمن بن نافع بن عبدالحارث الخزاعي .
أمير مكه وكالة (أنساب الأشراف للبلاذري ج5 ص 373 ) سبق وولي والده نافع بن عبدالحارث الخزاعي مكةلعمربن الخطاب (أنظرترجمته في ثنايا الكتاب ، الطبقات لابن سعد ج3ص242 ،ج5ص 462) وقد عينه الحجاج بن يوسف الثفقي في أوائل سنة 74 هـ نائبا عنه في مكة قبل توجهه إلى المدينة ،فأقام فيها شهرا حيث شرع في تنظم شؤونها إلا أنه اضطر للعوده ثانية إلى مكة المكرمة إثرورود كتاب من عبدالملك الخليفة يأمره فيه بإعادة بناء الكعبة على ماكانت عليه ،قبل ابي الزبير ،فكتب الحجاج بذلك إلى نائبه عبدالرحمن بن نافع الخزاعي ،فشرع في ذلك ،ولم يلبث الحجاج أن لحق به حيث أشرف علي اكمال العمل ( أنساب الأشراف للبلاذري ج5 ص 373 ،374) وعلى هذا فإن ولاية المذكورلمكة دامت شهرا ، وقد أنفرد البلاذري في هذه الرواية ، ولم تؤيد من مصادر أخرى متاحه

36- يحي بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن مناف بن قصي بن كلاب القرشي الأموي أبو أمية .

أمير مكة ( العقد الثمين ج7 ص 431 ،غاية المرام ج1 ص 222)

ذكر عنه : عندما جيء سنة أحدى وستين برأس ا لحسين بن علي قال يحي بن الحكم :

لهام بجنب الطف أدنى قرابة = من ابن زياد العبد ذي الحسب الوغل

سمية أمسى نسلها عدد الحصى = وبنت رسول الله ليس لها نسل

فضرب يزيد بن معاوية في صدره وقال :اسكت ( تاريخ الطبري ج5 ص 460 -461) وقد ولاه الخليفة عبدالملك سنة خمس وسبعين ( تاريخ الطبر ي ج6 ص 202) وقدم إلى دمشق إلى الخليفة عبدالملك واستخلف على عمله بالمدينة أبان بن عثمان ، وأمر عبدالملك يحي أن يقر على عمله على ماكان عليه بالمدينة ( تاريخ الطبري ج6 ص ص 209) وذكر أيظا أنه قدم على عبدالملك في سنة ست وسبعين وولى أبان بن عثمان المدينة في رجب ( تاريخ الطبري ص6ص 321 ) وقد أغزاه عبدالملك في سنة ثمان وسبعين ( تاريخ الطبري ج5 ص 321 ) وقد انفرد العقد الثمين بولايته لمكة ، أما الطبري فلم يذكر ولايته لمكة بل للمدينة ، وقد روى عن م

بواسطة : hashim
 0  0  8901
التعليقات ( 0 )

-->