البيروني ... مؤسس علم الميكانيكا .
البيروني من عظماء علماء المسلمين , ولا يدانيه الكثير في مكانته وعلمه , وقد أغرم به الكثير من علماء العالم , وما زال كثير من الدول يحتفي به , وبمؤلفاته , والدهشه تلازمهم حتي يومنا هذا كلما تبحروا في إكتشافاته العلمية , ودقته منقطعة النظير .
ولد أبوالريحان محمد بن أحمد البيروني , في 4 / سبتمبر/عام 973ميلادي . في مدينة (كاث) عاصمة خوارزم , وتقع في دولة أوزبكستان حاليا .
ولعلم البيروني الغزير, فقد قام بتأليف (146) كتابا , ولم تقتصر على علم بعينه , بل كانت في شتى أنواع المعرفة والعلوم ,
وكان أول مؤلفاته ( الآثار الباقية من القرون الخالية ) كان محّور الكتاب التواريخ والتقويم , التي كانت تستخدمها العرب فبل الإسلام , واليهود , والروم , والهنود , بالإضافة إلي تاريخ الملوك من عهد سيدنا آدم حتى عصره , وإحتوى الكتاب على جداول تفصيلية للأشهر الفارسية , والعربية والعبرية , والرومية , والهندية .
وألّف البيروني في الحساب , وشرح الأرقام الهندسية , شرحا جامعا , وهي الأرقام , التي إتخذت أساسا للأرقام العربية ,
والبيروني هو الواضع لعلم الميكانيكا , وكانت له نظريات في إستخراج الأوتار من الدائرة , وإستطاع أن يبتكر معادلة لمعرفة محيط الأرض , تعرف ( بقاعدة البيروني ) , وقال البيروني بدوران الأرض , وأنكر أن تكون الأرض مسطحة , وإفترض أن الأرض , ربّما هي التي تدّور حول الشمس .
كتاب ( القانون المسعودي ) من أهم مؤلفات البيروني , في علم الفلك , والجغرافيا , والهندسة , وقد قام بتعين الجهات الأصلية , وتحديد الأوقات , ومعرفة فصول السنة , ورصد حركة الشمس , وقام , بقياس طول السنة على وجه دقيق , ودرس كسوف الشمس , وخسوف القمر , والفرق بينهما , وشرح الأسباب التي تمنع رؤية الهلال حتى مع وجوده في الأفق , وبين الإختلافات بين الكواكب الثابتة , والكواكب السيارة , وإبتكر الإسطرلاب الأسطواني .
وله إسهامات مهمة , في حساب المثلثات , والدوائر, وخطوط الطول والعرض , والفرق , بين سرعة الضوء , وسرعة الصوت .
وهو أول , من وضع الوزن النوعي , لبعض الفلزات , والأحجار الكريمة , مثل : الياقوت , والزّمرد , واللؤلؤ , والألماس , والفيروز , والفلزات مثل : الزئبق , والذهب , والفضة , والنحاس , والحديد , والرصاص .
يعد البيروني , أول عالم , أشار إلي : وجود الجاذبية الأرضية , قبل وضع قوانين الجاذبية , بوساطة إسحق نيوتن بعدة قرون .
ومن أهم كتب البيروني كتاب ( الصيدلة في الطب ) .
مؤلفات البيروني ,عاشت كثيرا , وكتب لها البقاء , لتفردها ولذكائه , وطرق أبواب من المعارف , سبق غيره من العلماء بقرون , وساهمت كتبه , في صناعة عصر النهضة والثورة الصناعية في العالم الغربي , ولا ينكر غربي فضل هذا العالم .
توفي البيروني في 13 / ديسمبر/ عام 1048ميلادي .
ويذكر : أنه وهو على فراش الموت , زاره أحد أصدقائه , فسأله البيروني : عن مسألة سبق أن ناقشه فيها , فقال له صديقه , أفي مثل هذه الحالة تسأل ؟
فقال البيروني : الأفضل أن أودّع الدنيا , وأنا عالم بهذه المسأله .
أشاد بعلم البيروني ومكانته , كبار مؤرخي العلم , وأنشئت بإسمه جامعة , في طشقند بأوزبكستان , وأختير من بين 18 عالما إسلاميا , أطلقت أسمائهم على بعض معالم القمر .
ــــــــــــــــــــ
صحيفة (واصل العدد 38 ص 24)