الحمد لله وحده , والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين , نبينا محمد , وعلى آله وصحبه وسلم .
لا يجوز للمرء تغيير نسبه , بالإنتماء إلي نسب آخر . لما يترتب على ذلك من مفاسد عظيمة وفوات لبعض المصالح .
روى البخاري ومسلم رحمهما الله تعالى , عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه ,أنه : سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول من إدعى إلي غير أبيه , وهو يعلم أنه غير أبيه , فالجنة عليه حرام ).
فالأنساب أمرها خطير , وشأنها عظيم , ليست طعمة سائغة , لكل أحد يعبث فيها , أو يغيّر فيها .
- فمن كفر نعمة أبيه , وإنتسب الي غير أبيه , يريد الغنى , ( أفقره الله تعالى ) .
- ومن إنتسب إلي غير أبيه , يريد العزة , (أذّله الله تعالى ) .
- ومن إنتسب الي غير أبيه , يريد الكرامة , ( أهانه الله تعالى ) .
إن اللعب بالأنساب , حينما ينسب المرء نفسه الي غير أبيه , فيقول : إنه إبن فلان , وليس كذلك , سواء إنتسب إلي أب غير أبيه , أو إلي جّد غير جّده أو إلي قبيلة غير قبيلته ). فعليه لعنة الله ورسوله والناس أجمعين . والعياذ بالله .
وحينما عبث بنسبه , وأدعى ماليس له , قبيح أشد القبح ,أن يتكبر الولد على أبيه .
قال إبن دقيق العيد , في كتابه , أحكام الأحكام في شرح حديث أبي ذر رضي الله عنه : ( ليس من رجل إدعى لغير أبيه .............. ) الحديث : يدل على تحريم الإنتفاء من النسب المعروف , والإعتزاء إلي نسب غيره .
فالأنساب أمرها خطير وشأنها عظيم .
فكم وللأسف الشديد والمخزيء حقا , ما نسمعه وما نقرأه وما نشاهده في حاضرنا الواقع , في كثير من المنتديات والمواقع , وما يؤلف من بعض الكتب المتأخرة في الأنساب , لأولئك بعض , الإدعياءالمفّترين , والكذابون المزّورون , الذين يدعوّن لأنفسهم , أو لغيرهم , أنسابا كاذبه مفتراه , مبنيّة وقائمة , على الجهل والغشّ , والكذّب والخداع , والإفتراءالباطل , ( عديّمة الحجج والبينّة , والأدلة الساطعة , والبراهين الثابتة , الواضحة الصادقة ) .
فعلينا أن نتقي الله عز وجل , ونراقبه تعالى . بالإبتعاد كل البعد , والحذر الشديد , للوقوع في هذه الآفة العظيمة القبيحة والمخّزية والدّنيئة , والعياذ بالله منها .
فلأمر, والعياذ بالله , ليس بالأمر السهل , ولا يستهان به , كما يرّونه البعض من ضعاف النفوس , هداهم الله , وأصلح حالهم , ونوّر بصيرتهم ,
فالأمر فيه لعنة من الله تبارك وتعالى , طرد وإبعاد , من رحمة الله تعالى . نسأل الله تعالى , اللطف والسلامة والهداية والتوبة والمغفرة , والرحجوع إلي الحق والصواب ,
(اللهم أرنا الحق حقا , وأرزقنا إتباعه وأرنا اللهم الباطل باطلا , وأرزقنا إجتنابه , يا أرحّم الراحمين ).
هذا , وصلى الله وسلم , على خاتم الأنبياء والمرسلين , نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا .