فضل محبة الأشراف
يقول فضيلة الشيخ العلامة محمد بن محمد المختار الشنقيطي حفظه الله وغفر له ولوالديه والمسلمين :
" إذا وجدنا رجﻻ يريد أن يتصدق صدقة نافلة .. فانقلوا عني أني أقول إعطاؤها ﻵل البيت هدية أفضل من إعطائها صدقة .. خاصة إذا وجدت الحاجة، إذا وجدت الحاجة في آل بيت النبي ﷺ ﻻ أشك في عظم اﻷجر وعظم الثواب لمن دل على ذلك أو نبه عليه أو أشار، خاصة في هذه اﻷزمنة التي تناسى الناس حقوق آل النبي ﷺ بل ضيع بعضهم حق آل النبي ﷺ ، ومنهم من يدعي حب آل النبي ﷺ وإذا جاءه أحد من آل النبي ﷺ تحل له الميتة ما أعطاه شيئا، ويقول إنه يحب الحبيب عليه الصﻻة والسﻻم، هذه كلها دعاوى زائفة إذا لم يصدقها العمل ..
النبي ﷺ يقول:" إنما فاطمة بضعة مني، يريبني ما رابها ويؤذيني ما آذاها " هذا المنطوق .. والمفهوم: أن ما يدخل السرور على آل النبي ﷺ يدخل السرور عليه عليه الصﻻة والسﻻم، وأن إكرامهم إكرام للنبي ﷺ ..
وهذا مذهب أهل السنة والجماعة، كلهم متفقون على أن قضاء حوائج آل النبي ﷺ والقيام بحقوقهم ورعايتهم وإكرامهم وإجﻻلهم في الحدود الشرعية أنه من أجل القربات وأحبها إلى الله عز وجل، وأن هذا مما يتقرب به إلى الله سبحانه وتعالى، ومن قرأ كﻻم العلماء واﻷئمة وجد هذا جليا ..
فالذي يريد أن يتصدق - ننبه حتى في هذا الزمان - الذي يريد أن يتصدق ننبهه .. نقول له: ﻻ تبحث عن الضعفاء من غير آل النبي ﷺ وأنت تعلم أن هناك المحتاجين من آل النبي ﷺ ، وهذا سنسأل عنه أمام الله، نعلم أن هناك فقراء أو أيتام أو أرامل - نسأل الله أن يغني فقيرهم وأن يعلي قدرهم وأن يحفظهم - نعلم هذا وﻻ نسعى .. وﻻ نشفع حتى !!
هذا أمر ينبغي التنبيه عليه سواء بين طلبة العلم وأهل العلم؛ ﻷن هذا أنت تتقرب به إلى الله سبحانه وتعالى ..
أهل البدع ما يسبقون أهل السنة وﻻ يفضلون أهل السنة في هذا !
ما أحد يعلو على أهل الكتاب والسنة الذين انتهلوا من معين الكتاب الذي يقول الله فيه: { إنما يريد الله } جعله من إرادته، أن الله يريد ذلك؛ إكراما ﻵل النبي ﷺ ..
ويقول لنبيه:{ قل ﻻ أسألكم عليه أجرا إﻻ المودة في القربى }
مشركون ! يقول لهم هذا الكﻻم !!
{ إﻻ المودة في القربى } وهذا نبه عليه العلماء ويستدلون به على عظيم حق آل النبي ﷺ ..
وﻻ يمكن أن يفضلنا أهل البدع في هذا؛ ﻷن كتاب الله وسنة النبي ﷺ واضحة، بل إن بعض آل النبي ﷺ فتنوا في دينهم بسبب أهل البدع أنهم دخلوا عليهم لما قصر بعض أهل السنة، فتجدهم يجدون عند أهل البدع من التعظيم وإﻻجﻻل، وإذا جاؤوا ﻷهل السنة قال له: هذا والله من اﻷشراف .. قال: الله المستعان .. { إن أكرمكم عند الله أتقاكم } .. صار هم والناس سواء !!
النبي ﷺ يقول - فيما صح عنه -: "إنما أمرت أن أنزل الناس منازلهم "
الذي من ذرية النبي ﷺ وآل النبي ﷺ حتى أنت عندما تقوم بحقه تذكره أن عليه أن يلتزم بهذا الدين
حينما يأتي اﻹنسان المنتسب إلى آل النبي ﷺ ويجد من يجله ويكرمه بدون مجاملة، هذا حقه، ما يتمنن عليهم أحد بهذا، هذا حقهم، حقهم بالشرع، فضلهم الله عز وجل به وأكرمهم به، ولذلك كان الصحابة يجلون عبدالله بن عباس رضي الله عنهما، ومنهم الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وكان يجلسه في المجلس الذي يجلس فيه مشايخ المهاجرين واﻷنصار، وبين لهم علمه، لكن نسبته إلى آل النبي ﷺ ، وهو ابن عم النبي ﷺ ، فما بالك بابن بنت رسول الله ﷺ ؟!
ولما دخل علي زين العابدين - كما في صحيح مسلم في حديث المنسك الوحيد في صفة حجة النبي ﷺ حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنهما - لما دخل على جابر بن عبدالله وانتسب له - وكان جابر قد كف بصره - أخذ بيد علي زين العابدين وأدخلها بين صدره يتحسسها، من هذه البضعة من رسول الله ﷺ ، وهو جابر بن عبدالله الصحابي الجليل ..
وكان زيد بن ثابت رضي الله عنه يأخذ بيد عبدالله بن عباس ويقبلها لما يأخذ ابن عباس بخطام الدابة يأخذ هو بيد عبدالله بن عباس ويقبلها، وعبدالله بن عباس يقول:"هكذا أمرنا أن نصنع بعلمائنا "
وهو يقول:" هكذا أمرنا أن نصنع بآل بيت نبينا " عليه الصﻻة والسﻻم .
لكن ﻻ يعرف الفضل إﻻ أهله، وﻻ يستطيع أحد أن يظن أن هناك لنا منة عليهم .. ﻻ !!
هذا حقهم .. هذا حق في الشرع ..
ﻻ نجعل ﻷهل البدع عليهم سبيﻻ، بل نحن نسبق إلى ما أمر الله أن نسبق إليه ..
أحد تعرفه ينتسب إلى النبي ﷺ تعطيه حقه في المحبة الصادقة، والله إذا رآك أكرمته وأجللته بهذا يحس بهذا ويحترق على أن يحافظ على هذا النسب، بل إنه يحرص على أن يكون لك قدوة وأسبق إلى رسول الله ﷺ منك ..
هذا أمر مهم جدا، وخاصة في هذه اﻷزمنة التي أصبح الناس يتساهلون فيها ويضيعون فيها هذا الحق .
نسأل الله بعزته وجﻻله أن يرزقنا وإياكم اتباع السنة والتمسك بها، واﻻقتداء بهديه، وأن يرزقنا حبه عليه الصﻻة والسﻻم، وحب آل بيته على الوجه الذي يرضيه .
والله تعالى أعلم " .
الفتوى السابقة
كانت في مجلس المعايدة في بيت الشيخ حفظه الله في ثاني العيد عام