(( مستشرقة ألمانية تقارن بين حضارة الإسلام وجهل الغرب في مستوى التعليم والأمية ))
قالت المستشرقة الألمانية زيغريد هونكه ( 1913 1999 م ) في كتابها المتميز "شمس العرب تسطع على الغرب " ( ص 393 / ط. دار الجيل ):
لو أردنا دليلاً آخر على مدى الهوة العميقة التي كانت تفصل الشرق عن الغرب، لكفانا أن نعرف أن نسبة 95 % على الأقل من سكان الغرب في القرون: التاسع والعاشر والحادي عشر والثاني عشر ( قال أبو معاوية البيروتي: تقصد الكاتبة التقويم الميلادي،ويعادله بالهجري القرون من الثالث إلى السادس )، كانوا لا يستطيعون القراءة والكتابة.
وبينما كان شارل الأكبر يجهد نفسه في شيخوخته لتعلّم القراءة والكتابة، وبينما أمراء الغرب يعترفون بعجزهم عن الكتابة أو القراءة، وفي الأديرة يندر بين الكهنة من يستطيع مسك القلم، لدرجة أنه في عام 1291 م لم يكن في دير القديس جالينوس من الكهنة والرهبان من يستطيع حلّ الخط،
بينما كان هذا كلّه يحدث في الغرب، كانت آلاف مؤلفة من المدارس في القرى والمدن تستقبل ملايين البنين والبنات، يجلسون على سجادهم الصغير يكتبون بحبر يميل إلى السواد فوق ألواحهم الخشبية، ويقرأون مقاطع من القرآن حتى يجيدوها، ويجوّدون ذلك معاً بلحنٍ جميل عن ظهر قلب ثم يتقدمون خطوة تلو الأخرى في المبادئ لقواعد اللغة. وكان الدافع إلى كل هذا هو رغبتهم الصادقة في أن يكونوا مسلمين حقًّا كما يجب أن يكون المسلم، فلم يجبرهم أحد على ذلك، بل اندفعوا إليه عن رغبة وإيمان، لأن من واجب كل مسلم أن يقرأ القرآن ...
==========
الكناشة البيروتية 881