انتهى مسلسل عمر .. وبقي عمر
لعل وعسى
د. علي حمزة العمري
انتهى مسلسلُ عمر، وضجةُ الفتاوى التي صاحبت عرضه، وبقيَ عمر!
بقيَ عمرُ مقتحماً كلَّ البيوتِ المتـرعةِ بأميالٍ من الترفِ يقطنُ كلَّ زاويةٍ فيها، ليقولَ لهم: من أين لكم هذا؟، ولا يقفُ عمرُمتفرجاً أمامَ الأجوبة الصمَّاءِ الجوفاءِ، بل يقبضُ بيديه على كل َّ حجرٍ، ليعيدَهُ لبيتِ مالِ المسلمين، ويوزعَ الخيرَ بينهم، ويسكبَ السعادةَ بين جوانحِ الناسِ جمِيعهم.
انتهى مسلسلُ عمر، وبقي عمر، وبقيتْ معه (الدرة) الشهيرةُ، التي غدتْ رمزاً للعدالة فاقتْ كلَّ الأصنامِ المجسَّمةِ في وسط العواصم العربيةِ والغربيةِ والشرقيةِ، والصورِ الملونةِ في كتبِ التاريخ، والأبياتِ المعلقة والمنحوتةِ في كلِّ الميادينِ.
تفوقتْ العصا التي لا تفرقُ بين الرئيسِ والمرؤوس، والآمر والمأمور، والصغيرِ والكبير، والذكرِ والأنثى، والكافرِ والمسلم، بل تدورُ على رؤوس المعتدي اياً كان ، ليطردَ الشياطينَ من رؤوسِ الأفاعي التي تظنُّ أنْ لنْ يحاسبها أحدٌ، وأنْ لنْ يردَعها أحد.
انتهى مسلسل عمر، وبقي عمر، الذي نزل القرآن موافقاً في عدةِ آياتٍ على رأيه، لتبقَى الآياتُ إلى يوم القيامة شاهدةً على مبدأ الصدقِ والأمانةِ والتقوى والعدالةِ التي بها عُرفَ عُمرُ واشتُهر، وحملتْها سيرتُه الذاتية، ليكونَ أشرف وسامٍ يفتخرُ به أن يقول الله عنه في كتابه ما يخلِّد مواقفَه شرفاً أبدَ الدهر.
انتهى مسلسل عمر، وبقي عمر، الذي لم نعرفْ عن الشيطان في عصره إلا إنَّه لم يفكرْ في سلوكِ السبيل الذي كانَ يمشي فيه، قاطعاً كل طريقٍ للحرام وسوءات الحرام، وصعَّبَ علينا عمرُ تفسيرَ مقامِ (الهيبةِ من الله) في حياتنا.
انتهى مسلسل عمر، وبقي عمر، الذي قطعَ آلافَ الأميالِ على بغْلته حتى وصلَ فلسطينَ المحاصرة، واستلمَ بيديه مفاتيحَ بيتِ المقدسِ، وأرسىَ قواعدَ العدلِ، وأقامَ الحقوق، لكلِّ الطوائف والأديان.
وقفَ عمُر بنفسهِ، بدون بهرجةٍ، ولا حاشيةٍ، ولا بياناتٍ، ولا اجتماعات، بل بنفسهِ، بقلبهِ، بعقلهِ، بفكرهِ، بتضحيتهِ، لينحِّي طلاسمَ الأوراقِ والبيانات، ويَسْطَعَ بحقيقةِ أخذ الحقِّ بالحق.
انتهى مسلسل عمر، وبقي عمر، الذي جعلَ كلمةَ الله هي العليا، وأوصل رسالة الإسلام السمحة، في أقاصي الدنيا، وفتحَ الفتوحاتِ، ونظَّم حياة الناس، وجدَّد في حيوية أعمالهم، وجعل مشاريعَهُ لا يتشظَّى منها ذرةُ عنفٍ، أو تجاوزٍ، أو مدنيةٍ مزيفة، أو حضارةٍ لاهيةٍ.
انتهى مسلسل عمر، وبقي عمر، ينبشُ زيفَ الأفكارِ الفارغةِ من العمل، والتاريخِ المشوَّه عن العظماء، والرموز المصطنعةِ، ليقولَ عنهُ الأعداءُ قبل الأصدقاء: حكمتَ، فعدلتَ، فأمنتَ، فنمت!
وبعد: سلاماً يا عمر .. فأنتَ أكبرُ من أن يحصُركَ مسلسلٌ، لأنَّ تاريخكَ ومواقفكَ، لم تنضبْ بعدُ من تسجيلِ المقارنات والمفارقات في حياة الشعوب.!
المصدر : صحيفة المدينةبقيَ عمرُ مقتحماً كلَّ البيوتِ المتـرعةِ بأميالٍ من الترفِ يقطنُ كلَّ زاويةٍ فيها، ليقولَ لهم: من أين لكم هذا؟، ولا يقفُ عمرُمتفرجاً أمامَ الأجوبة الصمَّاءِ الجوفاءِ، بل يقبضُ بيديه على كل َّ حجرٍ، ليعيدَهُ لبيتِ مالِ المسلمين، ويوزعَ الخيرَ بينهم، ويسكبَ السعادةَ بين جوانحِ الناسِ جمِيعهم.
انتهى مسلسلُ عمر، وبقي عمر، وبقيتْ معه (الدرة) الشهيرةُ، التي غدتْ رمزاً للعدالة فاقتْ كلَّ الأصنامِ المجسَّمةِ في وسط العواصم العربيةِ والغربيةِ والشرقيةِ، والصورِ الملونةِ في كتبِ التاريخ، والأبياتِ المعلقة والمنحوتةِ في كلِّ الميادينِ.
تفوقتْ العصا التي لا تفرقُ بين الرئيسِ والمرؤوس، والآمر والمأمور، والصغيرِ والكبير، والذكرِ والأنثى، والكافرِ والمسلم، بل تدورُ على رؤوس المعتدي اياً كان ، ليطردَ الشياطينَ من رؤوسِ الأفاعي التي تظنُّ أنْ لنْ يحاسبها أحدٌ، وأنْ لنْ يردَعها أحد.
انتهى مسلسل عمر، وبقي عمر، الذي نزل القرآن موافقاً في عدةِ آياتٍ على رأيه، لتبقَى الآياتُ إلى يوم القيامة شاهدةً على مبدأ الصدقِ والأمانةِ والتقوى والعدالةِ التي بها عُرفَ عُمرُ واشتُهر، وحملتْها سيرتُه الذاتية، ليكونَ أشرف وسامٍ يفتخرُ به أن يقول الله عنه في كتابه ما يخلِّد مواقفَه شرفاً أبدَ الدهر.
انتهى مسلسل عمر، وبقي عمر، الذي لم نعرفْ عن الشيطان في عصره إلا إنَّه لم يفكرْ في سلوكِ السبيل الذي كانَ يمشي فيه، قاطعاً كل طريقٍ للحرام وسوءات الحرام، وصعَّبَ علينا عمرُ تفسيرَ مقامِ (الهيبةِ من الله) في حياتنا.
انتهى مسلسل عمر، وبقي عمر، الذي قطعَ آلافَ الأميالِ على بغْلته حتى وصلَ فلسطينَ المحاصرة، واستلمَ بيديه مفاتيحَ بيتِ المقدسِ، وأرسىَ قواعدَ العدلِ، وأقامَ الحقوق، لكلِّ الطوائف والأديان.
وقفَ عمُر بنفسهِ، بدون بهرجةٍ، ولا حاشيةٍ، ولا بياناتٍ، ولا اجتماعات، بل بنفسهِ، بقلبهِ، بعقلهِ، بفكرهِ، بتضحيتهِ، لينحِّي طلاسمَ الأوراقِ والبيانات، ويَسْطَعَ بحقيقةِ أخذ الحقِّ بالحق.
انتهى مسلسل عمر، وبقي عمر، الذي جعلَ كلمةَ الله هي العليا، وأوصل رسالة الإسلام السمحة، في أقاصي الدنيا، وفتحَ الفتوحاتِ، ونظَّم حياة الناس، وجدَّد في حيوية أعمالهم، وجعل مشاريعَهُ لا يتشظَّى منها ذرةُ عنفٍ، أو تجاوزٍ، أو مدنيةٍ مزيفة، أو حضارةٍ لاهيةٍ.
انتهى مسلسل عمر، وبقي عمر، ينبشُ زيفَ الأفكارِ الفارغةِ من العمل، والتاريخِ المشوَّه عن العظماء، والرموز المصطنعةِ، ليقولَ عنهُ الأعداءُ قبل الأصدقاء: حكمتَ، فعدلتَ، فأمنتَ، فنمت!
وبعد: سلاماً يا عمر .. فأنتَ أكبرُ من أن يحصُركَ مسلسلٌ، لأنَّ تاريخكَ ومواقفكَ، لم تنضبْ بعدُ من تسجيلِ المقارنات والمفارقات في حياة الشعوب.!
/ أبو فهد الشريف
نشكر د . علي حمزة العمري على هذا المقال الرائع ونسأل الله العلي القدير أن يحفظه ويرعاه
ونشكر أبو فهد الشريف على هذة المشاركة القيمة