أطفالنا بين "الآيبود" و"الآيباد"
في هذه الأيام تعددت وسائل الاتصال والترفيه والتسلية لدى الكبار والصغار على حد سواء، كما أسهم التقدم التقني وسهولة وتوافر تقنيات الاتصالات والخدمات التي تقدمها في زيادة استخدام هذه الوسائل في الجوانب الترفيهية بشكل أكبر، فأصبحت الهواتف النقالة الحديثة بمختلف أنواعها من الضروريات لصغار السن، ونجد أن أطفالا صغارا لا تتعدى أعمارهم الخمس سنوات يمتلكون هواتف نقالة حديثة، أو جهاز آيبود، أو آيباد، هذا بالإضافة إلى أجهزة الحاسوب المحمول، وغيرها من المبتكرات الحديثة. ولنا أن نتساءل عن تأثير هذه الأجهزة على الأطفال بشكل خاص؛ لأنهم يستخدمونها لأوقات طويلة وبشكل مستمر ومتواصل إلى درجة الإدمان. ومما لا شك فيه أن هناك أثارا سلبية نتيجة للاستخدام غير المقنن لهذه الأجهزة. وتشمل الآثار السلبية للاستخدام المفرط لها الجوانب الصحية والاجتماعية، والسلوكية، والتربوية؛ فأما في المجال الصحي فتشمل الآثار السلبية تأثير الأشعة التي تصدر عن هذه الأجهزة على أعضاء أجسام هؤلاء الأطفال، وبشكل تراكمي مع الزمن، ولا يحس بها الفرد بشكل مباشر، بل قد تؤثر في المستقبل على خلايا الدماغ، خاصة عند الأطفال الذين هم في مراحل نمو مستمرة، كما قد تؤثر على حاسة السمع أو البصر من خلال الإجهاد المستمر للعينين ولفترات طويلة، كما قد يكون هناك تأثير مستقبلي على عضلات الرقبة واليدين نتيجة للشد والتحمس الذي يُمارس نتيجة لاستخدام هذه الأجهزة، أو مشاهدة بعض الأفلام، أو متابعة بعض الألعاب. وفي الوقت الحاضر لا توجد دراسات علمية حول هذا الموضوع نظرا لحداثة هذه المنتجات، والآثار السلبية على الصحة لن يمكن التأكد منها إلا بعد مرور زمن من الاستخدام الزائد لهذه التقنية.
أما الآثار السلبية الأخرى للإفراط في استخدام هذه الأجهزة فيمكن ملاحظتها في المجال الاجتماعي؛ حيث يكون هناك انفصال اجتماعي على مستوى الأسرة الواحدة في المنزل الواحد، فكيف يكون عليه الحال في المجتمع؟ فلا يكون هناك حوار، أو مناقشة، أو تبادل آراء، بل نجد أن كل شخص مشغول مع الجهاز الذي يخصه، ولا يتحدث مع من معه في المكان الواحد، وهذه لها انعكاسات اجتماعية سلبية على المدى القريب وعلى المدى البعيد.
وفي المجال السلوكي فإن ما يشاهده الأطفال من ألعاب، أو مقاطع فيديو، أو غير ذلك قد يؤثر على سلوكياتهم، بل قد يسهم بدرجة كبيرة في تشكيل وتعديل أو انحراف سلوكياتهم بعيدا عما تريده الأسرة، فقد أصبحت هذه الأجهزة تشارك الأسرة، والمدرسة، والمجتمع في تشكيل سلوكيات وشخصيات الأطفال، وفي الغالب تكون هذه السلوكيات غير مناسبة، ولا تتوافق مع السلوكيات السائدة والمقبولة في المجتمع. وقد لا يقتصر الأمر على الجانب السلوكي فقط بل قد يتعدى ذلك إلى الجوانب الفكرية والعقدية. وهذه الأجهزة تسهل تداول ونشر الأفكار الغريبة بين الأطفال والشباب. وقد ينتج عن ذلك انحراف في الجوانب الفكرية أو العقدية لدى كثير من صغار السن من دون وعي أو إدراك منهم، كما قد يكون هناك تأثيرات سلبية للاستخدام غير المقنن لهذه الأجهزة على النواحي التربوية للأطفال، فقد يعتمد كثير من الأطفال بدرجة كبيرة على التعلم، والحصول على المعارف والمعلومات من كثير من البرامج المتوافرة التي يمكن تحميلها على هذه الأجهزة. وهذه البرامج غير معدة تربويا من قبل خبراء في هذه المجالات بشكل مناسب، وقد تحمل أفكارا تربوية غير سوية، وغير ذلك من التطبيقات التربوية غير المناسبة.
المشكلة الأخرى في هذا المجال أن كثيرا من أولياء الأمور يوفر "آيبود" أو "آيباد" لكل من أطفاله بغض النظر عن أعمارهم، ولا يقوم كثير من أولياء الأمور بمراقبة ما يحمله هؤلاء الأطفال، أو متابعة ما يشاهدونه، أو تحديد أوقات للتعامل مع هذه الأجهزة، بل يتركون الحبل على الغارب، ولنا أن نتوقع ما سيكون عليه حال هؤلاء الأطفال في الأيام القادمة. ولقد انشغل الشباب وانصرف تفكيرهم عما يفيدهم بمتابعة موديلات وأشكال وعينات هذه الأجهزة، وبرامجها، ومستجداتها، والحرص على الحصول على آخر موديلاتها، وهذا فيه هدر للوقت وللمال بدون مردود يذكر. وهنا أرى أن أولياء الأمور عليهم مسؤولية كبيرة في حماية أطفالهم من سلبيات التعامل غير المدروس أو غير المقنن لهذه الأجهزة، وتأثيراتها عليهم، وأن يتابعوا ويراقبوا استخدام أطفالهم لها، ونوعية البرامج التي يحملونها، وأن يبذلوا الكثير من الجهد في توعيتهم بأضرارها في حالة سوء استخدامها، وتوظيفها غير المقنن، وأن يوجهوهم إلى الاستخدام الأمثل لهذه الأجهزة، الذي يحقق لهم الترفيه والتسلية المناسبة والنظيفة التي تساعدهم في التعلم المفيد. وقد يكون من المناسب تحديد وقت لكل طفل في اليوم لاستخدام مثل هذه الأجهزة، ويكون ذلك في مكان واضح في المنزل وتحت مراقبة أحد أفراد الأسرة، ولمدة زمنية محددة، ولا يسمح لهم بخاصية تحميل البرامج، كما أن هناك خاصية في بعض الأجهزة يمكن من خلالها التحكم فيما يستخدمه أو يراه أو يتعامل معه الطفل، فيمكن ضبطها، والتحكم بها دون أن يعرف الطفل الرقم السري؛ فالأطفال أذكياء في التعامل مع هذه الأجهزة، ويتعاملون معها بطرق أكثر احترافية مقارنة بالكبار، فعند معرفة الرقم السري قد يقومون بتغيير الإعدادات، ومن ثم يكون الفضاء متاحا لهم، والبرامج مفتوحة، وهنا أشدد على الرقابة المنزلية على أطفالنا، وحمايتهم من استهلاك التقنية.
أما الآثار السلبية الأخرى للإفراط في استخدام هذه الأجهزة فيمكن ملاحظتها في المجال الاجتماعي؛ حيث يكون هناك انفصال اجتماعي على مستوى الأسرة الواحدة في المنزل الواحد، فكيف يكون عليه الحال في المجتمع؟ فلا يكون هناك حوار، أو مناقشة، أو تبادل آراء، بل نجد أن كل شخص مشغول مع الجهاز الذي يخصه، ولا يتحدث مع من معه في المكان الواحد، وهذه لها انعكاسات اجتماعية سلبية على المدى القريب وعلى المدى البعيد.
وفي المجال السلوكي فإن ما يشاهده الأطفال من ألعاب، أو مقاطع فيديو، أو غير ذلك قد يؤثر على سلوكياتهم، بل قد يسهم بدرجة كبيرة في تشكيل وتعديل أو انحراف سلوكياتهم بعيدا عما تريده الأسرة، فقد أصبحت هذه الأجهزة تشارك الأسرة، والمدرسة، والمجتمع في تشكيل سلوكيات وشخصيات الأطفال، وفي الغالب تكون هذه السلوكيات غير مناسبة، ولا تتوافق مع السلوكيات السائدة والمقبولة في المجتمع. وقد لا يقتصر الأمر على الجانب السلوكي فقط بل قد يتعدى ذلك إلى الجوانب الفكرية والعقدية. وهذه الأجهزة تسهل تداول ونشر الأفكار الغريبة بين الأطفال والشباب. وقد ينتج عن ذلك انحراف في الجوانب الفكرية أو العقدية لدى كثير من صغار السن من دون وعي أو إدراك منهم، كما قد يكون هناك تأثيرات سلبية للاستخدام غير المقنن لهذه الأجهزة على النواحي التربوية للأطفال، فقد يعتمد كثير من الأطفال بدرجة كبيرة على التعلم، والحصول على المعارف والمعلومات من كثير من البرامج المتوافرة التي يمكن تحميلها على هذه الأجهزة. وهذه البرامج غير معدة تربويا من قبل خبراء في هذه المجالات بشكل مناسب، وقد تحمل أفكارا تربوية غير سوية، وغير ذلك من التطبيقات التربوية غير المناسبة.
المشكلة الأخرى في هذا المجال أن كثيرا من أولياء الأمور يوفر "آيبود" أو "آيباد" لكل من أطفاله بغض النظر عن أعمارهم، ولا يقوم كثير من أولياء الأمور بمراقبة ما يحمله هؤلاء الأطفال، أو متابعة ما يشاهدونه، أو تحديد أوقات للتعامل مع هذه الأجهزة، بل يتركون الحبل على الغارب، ولنا أن نتوقع ما سيكون عليه حال هؤلاء الأطفال في الأيام القادمة. ولقد انشغل الشباب وانصرف تفكيرهم عما يفيدهم بمتابعة موديلات وأشكال وعينات هذه الأجهزة، وبرامجها، ومستجداتها، والحرص على الحصول على آخر موديلاتها، وهذا فيه هدر للوقت وللمال بدون مردود يذكر. وهنا أرى أن أولياء الأمور عليهم مسؤولية كبيرة في حماية أطفالهم من سلبيات التعامل غير المدروس أو غير المقنن لهذه الأجهزة، وتأثيراتها عليهم، وأن يتابعوا ويراقبوا استخدام أطفالهم لها، ونوعية البرامج التي يحملونها، وأن يبذلوا الكثير من الجهد في توعيتهم بأضرارها في حالة سوء استخدامها، وتوظيفها غير المقنن، وأن يوجهوهم إلى الاستخدام الأمثل لهذه الأجهزة، الذي يحقق لهم الترفيه والتسلية المناسبة والنظيفة التي تساعدهم في التعلم المفيد. وقد يكون من المناسب تحديد وقت لكل طفل في اليوم لاستخدام مثل هذه الأجهزة، ويكون ذلك في مكان واضح في المنزل وتحت مراقبة أحد أفراد الأسرة، ولمدة زمنية محددة، ولا يسمح لهم بخاصية تحميل البرامج، كما أن هناك خاصية في بعض الأجهزة يمكن من خلالها التحكم فيما يستخدمه أو يراه أو يتعامل معه الطفل، فيمكن ضبطها، والتحكم بها دون أن يعرف الطفل الرقم السري؛ فالأطفال أذكياء في التعامل مع هذه الأجهزة، ويتعاملون معها بطرق أكثر احترافية مقارنة بالكبار، فعند معرفة الرقم السري قد يقومون بتغيير الإعدادات، ومن ثم يكون الفضاء متاحا لهم، والبرامج مفتوحة، وهنا أشدد على الرقابة المنزلية على أطفالنا، وحمايتهم من استهلاك التقنية.
كتبه : عامر عبد الله الشهراني